logo
العالم
خاص

ترامب يريد العودة إلى أفغانستان.. لماذا الآن؟

الرئيس الأمريكي دونالد ترامبالمصدر: رويترز

علّق نواب أمريكيون ديمقراطيون، لـ"إرم نيوز"، على التصريحات الأخيرة للرئيس دونالد ترامب بشأن قاعدة "باغرام"، مؤكدين أنه لا تراجع عن قرار انسحاب الولايات المتحدة الكامل من أفغانستان.

أخبار ذات علاقة

قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان

أفغانستان ترفض فكرة ترامب لعودة قوات أمريكية إلى قاعدة باغرام

وأشاروا إلى أن القرار الذي تم اتخاده خلال ولاية الرئيس ترامب الأولى كان بالإجماع من نواب الحزبين الجمهوري والديمقراطي وبمصادقة من الغرفتين الأولى والثانية في الكونغرس.

النواب أوضحوا أن حديث الرئيس ترامب عن عودة الولايات المتحدة للسيطرة مجدداً على قاعدة باغرام العسكرية في أفغانستان مخالف تماماً لاتفاقات سابقة بين الولايات المتحدة وحركة طالبان حينها.

وأكدوا أن ذلك الاتفاق تم التوصل إليه بناء على مساعٍ من الرئيس ترامب شخصياً وعمل الرئيس السابق جو بايدن على تنفيذه خلال ولايته الرئاسية.

حديث النواب والقادة الديمقراطيين لـ"إرم نيوز" جاء بعد تصريحات الرئيس ترامب اللافتة خلال زيارته للعاصمة البريطانية لندن والتي قال خلالها إن الولايات المتحدة ستعود إلى قاعدة باغرام العسكرية في أفغانستان وإنها تركت القاعدة لطالبان هناك دون أن تحصل على أية مكاسب وإن السيطرة الأمريكية على القاعدة الواسعة سوف تسمح لها بالبقاء قريبة من الصين.

ويقول قادة ديمقراطيون، إن الرئيس ترامب كان عليه أن يدرك الأهمية الجيوسياسية للوجود الأمريكي في أفغانستان خلال فترة مفاوضاته مع الأفغان عوضاً عن أن يخطط لانسحاب كامل من هناك دون مراعاة الخسارات السياسية والاستراتيجية لذلك الانسحاب.

ويؤكد هؤلاء أن الديمقراطيون خلال رئاسة بايدن تحملوا النتائج المباشرة لقرار ترامب بالانسحاب من أفغانستان بتلك السرعة لأن هناك اتفاقاً وقعته الولايات المتحدة يقضي بالانسحاب الكامل وفي سقف زمني محدد، وهو ما عمل الرئيس بايدن على تنفيذه حرفياً رغم ما شاب تلك العملية من سوء أداء وقلة تخطيط.

المقربون من إدارة ترامب أوضحوا أن التفكير لدى الإدارة الحالية بالعودة إلى أفغانستان في الوقت الحاضر يعود إلى تحولات جديدة في خريطة العالم المتغيرة جيو سياسياً كثيراً في السنوات الأخيرة.

وأوضحوا: "لقد كان هناك دائماً اهتمام استراتيجي من جانب الولايات المتحدة بالوجود في أفغانستان طيلة نصف القرن الماضي، إلا أن تجربة الوجود العسكري المباشر لعقدين من الزمن كانت مكلفة كثيراً للولايات المتحدة عسكرياً ومالياً".

وأضافوا: "كان التجاوب الأفغاني المحدود مع السعي الأمريكي للتغيير في البنية الاجتماعية والسياسية هو الذي جعل مشرعي الكونغرس من الحزبين يؤيدون فكرة الانسحاب من أفغانستان، إضافة إلى أن المسألة لا تلقى التأييد الشعبي الواسع بين الأمريكيين بعد أن حققت الإدارات الأمريكية أهدافها هناك وعلى رأسها القضاء على تنظيم القاعدة وقيادته على التوالي أسامة بن لادن وأيمن الظواهري".

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

ترامب: نسعى لاستعادة قاعدة "باغرام" الجوية في أفغانستان

ويقول مقربون من ترامب إن إعادة التقييم التي يجريها مسؤولو الأمن القومي انتهت إلى أن إعادة تقييم المواقف جعلت مسؤولي المجلس يصلون إلى أن العودة إلى قاعدة باغرام ستكون مكسباً استراتيجياً للولايات المتحدة لأن ذلك سيضمن لها وجوداً قريباً من عواصم ثلاثة باتت حليفة في توقيت واحد وجميعها مناهض للسياسات الأمريكية في المرحلة المرحلية وهي على التوالي بكين ودلهي وموسكو.

وذكر المتحدثون أن هناك شعوراً حالياً بأن الولايات المتحدة كان من الأفضل لو تفاوضت على بقاء محدود لقواتها في أفغانستان لأن ذلك كان سيضمن لها وجوداً في منطقة حيوية في مجال المنافسة الجيوسياسية مع الصين.

وأكدوا أن ما يقوله فريق ترامب في هذا السياق يتطابق تماماً مع تلك الدعوات التي كانت قد صدرت منه في وقت سابق من مطلع ولايته الرئاسية الحالية من رغبة أمريكية في السيطرة على جزيرة غرينلاند وعلى قناة بنما، وجميع هذه المحاور الجغرافية توفر للولايات المتحدة مزيداً من الخيارات الاستراتيجية لتضييق الخناق على الطموحات الجيوسياسية للصين وروسيا.

أخبار ذات علاقة

عناصر من حركة طالبان

من كابول إلى واشنطن.. ترامب يعيد تقييم طالبان لتحدي خصومه الكبار

وعن كيفية عودة الولايات المتحدة إلى قاعدة باغرام، يقول المتحدثون لـ"إرم نيوز"، إن إدارة ترامب تدرك حجم المصالح الكبيرة التي تريد طالبان تحقيقها مع الولايات المتحدة، وإن هذا سيكون مدخلاً جيداً لإطلاق عملية تفاوض جديدة بين الجانبين لتحقيق هذه الرغبة الأمريكية.

المقربون من ترامب يعتقدون أن نجاح الإدارة الحالية في التوصل إلى اتفاق مع بنما بشأن نشر قوات أمريكية في المحيط القريب من القناة التي كانت موضع جدل أمريكي مع حكومة بنما في مطلع إدارة الرئيس ترامب سوف يشكل نموذجاً لنوع ذلك الاتفاق الذي تريد الإدارة الحالية التوصل إليه مع حركة طالبان بشأن قاعدة باغرام العسكرية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC