كشف وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اليوم الجمعة، عن "هواجس" دفعته لزيارة السعودية وقطر، خصوصاً في ما يتعلق بالقضايا الإقليمية والمفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة.
وأضاف أن استمرار التشاور مع دول المنطقة يُعد خطوة إيجابية عززت الدعم الإقليمي للمحادثات، مشيراً إلى وجود مصالح مشتركة وهواجس تستدعي التنسيق، مؤكداً أن هذه الخطوة كانت مثمرة، حيث أبدت دول الجوار تجاوباً جيداً، وفق قوله.
وأوضح في تصريح لموقع صحيفة "شهر آرا"، "أن إيران دأبت منذ البداية على التشاور المستمر مع دول المنطقة وإطلاعها على تطورات المحادثات"، معتبراً أن أي اتفاق محتمل مع واشنطن يجب أن يأخذ في الاعتبار مصالح وهواجس دول الجوار.
وأشار عراقجي إلى أن التقدم في المحادثات النووية مع الولايات المتحدة يتطلب مزيداً من المشاورات والدراسة المتأنية، خصوصاً مع اقتراب الجانبين من مناقشة التفاصيل الجوهرية، مجدداً التأكيد على أن المحادثات تسير في الاتجاه الصحيح.
الجولة الرابعة من المحادثات
وأشار المسؤول الإيراني إلى أن الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة ستُعقد يوم الأحد القادم في سلطنة عمان.
وقال عراقجي: "وافقت طهران على الموعد بعد أن اقترحه وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي"، مؤكداً أن بلاده بانتظار تحديد الساعة من قبل الجانب العماني.
وأوضح وزير الخارجية الإيراني أن التقدم في المحادثات يتطلب مزيداً من المشاورات والدراسة المتأنية، خصوصاً مع اقتراب الجانبين من مناقشة التفاصيل الجوهرية، مجدداً التأكيد على أن المحادثات تسير في الاتجاه الصحيح.
وانتقد الوزير الإيراني التناقضات الواضحة في تصريحات المسؤولين الأمريكيين، مؤكدًا أن بلاده تلتزم بمواقفها المبدئية وتتحرك وفق خطة واضحة.
وأوضح أن طهران لا تهتم كثيراً بتصريحات واشنطن المتضاربة، سواء كانت نتيجة لتغير الإدارة أو تكتيكات تفاوضية، قائلاً: "ما يهمنا هو تأمين مصالح الشعب الإيراني، وعندما تكون تلك المصالح مضمونة فنحن مستعدون للتقدم، وإن لم تكن فسنصمد".
واشنطن تهدد إيران
بدروه، أكد كبير المفاوضين الأمريكيين في الملف النووي، المبعوث الخاص للشرق الأوسط، ستيفن ويتكوف، أن واشنطن ما زالت تؤمن بأن الحوار هو السبيل الأفضل لحل النزاع مع إيران، مشدداً على أن هذا المسار أكثر ديمومة واستقراراً من أي بديل آخر.
وقال ويتكوف في تصريحات صحفية: "إذا نجحنا في إقناع إيران بالتخلي عن برنامج تخصيب اليورانيوم، فسوف نضمن وضعاً دائماً لا يمكنها فيه امتلاك سلاح نووي"، مضيفاً: "هذا هو الحل الأفضل، ونأمل أن يكون أيضاً ما يريده الإيرانيون؛ لأن البديل ليس جيداً لهم".
وأشار ويتكوف إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "يؤمن بالسلام عبر القوة"، موضحاً أن جوهر هذا المفهوم هو أن "الحرب ليست بالضرورة في مصلحة الولايات المتحدة، وأن القوة العسكرية ليست مجدية في كثير من الحالات".
واعتبر المسؤول الأميركي أن هذه القناعة تدفع إدارة ترامب إلى تفضيل المسار الدبلوماسي وتجنب التصعيد، قائلاً: "لأن القوة ليست دائماً مجدية؛ يسعى ترامب لاستخدام الحوار والدبلوماسية في كل مرة".
