أثار الهجوم الذي شنّته "القوات الديمقراطية المتحالفة" المتمردة، وهي جماعة بايعت تنظيم (داعش)، ضد كنيسة في شمال شرق الكونغو الديمقراطية وأسفر عن 43 قتيلاً تساؤلات إذا ما كان ذلك سيُقوّض وقف إطلاق النار الهشّ.
تقع الكنيسة التي تمّ استهدافها في بلدة كوماندا، وتجمع فيها مؤمنون للصلاة ما جعل حصيلة القتلى ثقيلة بحسب ما أفادت بعثة الأمم المتحدة للسلام إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية.
ويأتي هذا الهجوم ليخرق حالة الصمت والهدوء التي تسود البلاد منذ توصّل حركة "إم 23" المتمردة والمدعومة من رواندا إلى اتفاق مع الحكومة المركزية في كينشاسا، وهو اتفاق رحب به عدد كبير من الدول حيث جاء لينهي قتالاً دامياً عرفته البلاد منذ أشهر.
وعلق الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية، عمرو ديالو، على الأمر بالقول إن: "الهجوم الأخير للقوات الديمقراطية المتحالفة يُشكّل خطراً كبيراً على اتفاق السلام الذي أبرمته الحكومة في الكونغو وحركة إم 23 المتمردة والهدنة إلى حدّ الآن حيث يُعدّ أول هجوم وهو الهجوم الأعنف منذ أشهر".
وأضاف ديالو لـ"إرم نيوز" أن "المشكل الحقيقي يكمن في أن مثل هذه الهجمات أظهر هشاشة القوات النظامية في الكونغو الديمقراطية وضعف معلوماتها الاستخبارية خاصة أن هجوم القوات الديمقراطية المتحالفة نادر ومنذ سنوات لم تشنّ هجوماً".
وشدد على أنّ "القوات الديمقراطية المتحالفة ليس لديها أسلحة كبيرة مقارنة بجماعات أخرى مثل حركة أم 23، على الرغم من أنّ تمردها مرّ عليه نحو 4 عقود، لكن من خلال أساليب المباغتة هي قادرة بالفعل على إثارة اضطرابات عنيفة خاصة من خلال استهداف السكان والمزارعين العزّل".
وسارع وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني، ودول أخرى لإدانة الهجوم بشدة، داعيا إلى "الحفاظ على أماكن العبادة وحماية الحريات الدينية دائماً".
واعتبر المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، قاسم كايتا، أن: "من الواضح أن القوات الديمقراطية المتحالفة تسعى إلى تعزيز نفوذ تنظيم داعش في الكونغو ووسط إفريقيا بشكل عامّ، على الرّغم من تراجع وتيرة الهجمات التي يشنها التنظيم منذ العام 2019".
وأردف كايتا في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "هذا الهجوم قد يُشجع تنظيمات أخرى على الاستفاقة وشنّ هجمات جديدة في الكونغو الديمقراطية، لكن الأمر الإيجابي هو وجود تناغم في تصنيف القوات الديمقراطية المتحالفة كحركة إرهابية منذ تأسيسها، وتكافح قوات البلدين عناصر هذه المجموعة".
وأكد المتحدّث أن "هناك تنسيقاً كبيراً قد يُضعف التنظيم خاصة أنه منذ العام 2021 بدأت عملية عسكرية مشتركة بين القوات الكونغولية والأوغندية لاستهداف عناصر القوات الديمقراطية المتحالفة في الأراضي الكونغولية، ومع ذلك هجمات التنظيم الدموية لم تتوقف بعد".