"المرصد السوري": استهداف سيارة على طريق مطار حلب الدولي
أعلنت جماعة مرتبطة بتنظيم "داعش"، مسؤوليتها عن هجوم استهدف كنيسة كاثوليكية في قرية كوماندا بمقاطعة إيتوري شمال شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية، وأسفر عن مقتل 43 مدنيًا.
ووفقًا لما نقلته صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، "وقعت المجزرة ليل السبت-الأحد، حيث فاجأ المسلحون المصلين أثناء تأدية شعائرهم، وذبحوهم بوحشية مستخدمين السكاكين والأسلحة البيضاء داخل كنيسة الطوباوية أنواريتي".
بدوره، أعرب البابا ليون الرابع عشر عن "صدمته العميقة وأسفه الشديد" إزاء هذا الهجوم، بحسب بيان رسمي صدر عن الفاتيكان، الذي وصف الهجوم بأنه "انتهاك مروع للكرامة الإنسانية وحرمة دور العبادة".
وتعود جذور جماعة "القوات الديمقراطية المتحالفة" (ADF) المرتبطة بتنظيم "داعش"، إلى تسعينيات القرن الماضي في أوغندا، حيث تشكلت من تحالف جماعات مسلحة ذات طابع ديني، تعارض نظام الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني.
ويعد جميل موكولو المؤسس الفعلي للتنظيم، وهو مسيحي سابق اعتنق الإسلام وقد تم توقيفه في تنزانيا عام 2015 وتسليمه لاحقًا إلى أوغندا، حيث يواجه اتهامات بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية".
وانتقل مقاتلو الجماعة إلى شرق الكونغو، وذلك عقب الضغوط الأمنية في أوغندا حيث استقروا في المناطق الجبلية الوعرة بسلسلة جبال رونزوري، وتمكنوا من التمدد وتجنيد مقاتلين جدد.
وتُتهم الجماعة بتنفيذ آلاف الهجمات التي استهدفت المدنيين.
وفي عام 2017، أعلن تنظيم "داعش" تبني جماعة "ADF" كفرع له في أفريقيا الوسطى، تحت مسمى "ولاية وسط أفريقيا".
ورغم غموض طبيعة العلاقة بين الطرفين، إلا أن الجماعة تنشر بانتظام مقاطع فيديو وصورًا لهجماتها على منصات دعائية تابعة لداعش.
ووفقًا للباحث في الشأن الكونغولي بيير بوسليه، "رغم وجود تنسيق إعلامي بين الطرفين، إلا أن الدعم المالي أو التوجيه العملياتي من داعش لا يزال غير مؤكد"، معتبرًا أن إعلان الولاء ربما يخدم أهدافًا تجنيدية ودعائية.
وأطلقت أوغندا عملية عسكرية مشتركة مع الجيش الكونغولي أواخر عام 2021، عقب تفجيرات استهدفت أراضيها.
وشهدت مقاطعتا إيتوري ونور كيفو عمليات جوية وبرية واسعة، مع فرض حالة الطوارئ العسكرية في بعض المناطق.
وأعلنت كمبالا أنها قضت على مئات من مقاتلي الجماعة، إلا أن تقارير أممية صدرت في يوليو/تموز الجاري أكدت أن "وتيرة هجمات ADF لم تتراجع"، وأن مقاتليها باتوا أكثر حركة ومرونة، مستفيدين من الاضطرابات الناتجة عن الحرب ضد متمردي حركة "إم 23".
كما أظهرت الجماعة قدرتها على التجنيد عبر تنفيذ هجمات على السجون الكبرى، وتحرير معتقلين لضمهم إلى صفوفها، كما حدث في بيني عام 2020 وبوتيمبو عام 2022.
وخلص تقرير الصحيفة الفرنسية إلى القول، إن "ADF" تبقى تهديدًا فعليًا يتصاعد في ظل تعقيدات المشهد الأمني وتضاؤل فعالية الجهود العسكرية المشتركة.
