تترقب أوروبا عامةً وأوكرانيا خاصةً، ما تُسفر عنه نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لا سيما فيما يتعلق بالحرب الدائرة في أوكرانيا.
ومن المتوقع أن تسفر نتائج الانتخابات عن تحولات فارقة داخل القارة الأوروبية وتحديدًا في مسار الصراع الروسي الأوكراني حال تولي المرشح الجمهوري دونالد ترامب رئاسة البيت الأبيض مُجددًا.
المرشح لرئاسة البيت الأبيض دونالد ترامب، تعهد للناخبين الأمريكيين بقدرته على إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية في غضون 24 ساعة من خلال خطة محددة للغاية، ولكنه رفض الكشف عن تفاصيلها، مفضلا إبقاءها "مفاجأة".
ومع هذه الوعود الانتخابية بإنهاء النزاع الروسي الأوكراني، حذر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية حال تدخله لإنهاء الحرب مع كييف، بتكرار مصير الرئيس الأمريكي جون كينيدي الذي تعرض للاغتيال في عام 1963، في إشارة إلى دور الدولة العميقة الذي يهيمن على القرار في الولايات المتحدة.
وقال دميتري مدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، إن دونالد ترامب لن يتمكن من إيقاف النزاع في أوكرانيا حال فوزه لا في يوم أو حتى ثلاثة أشهر، وإن حاول، فقد يتعرض لعملية اغتيال.
وأشار إلى أن المرشح الأمريكي الذي يطلق عبارات مبتذلة مثل "سأعرض صفقة أو لدي علاقة ممتازة مع فلان"، سيضطر إلى الامتثال لجميع قواعد النظام الدولي.
وأضاف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، أن الشيء الوحيد المهم في حسابات واشنطن هو مقدار الأموال التي سيحصل عليها الرئيس الجديد من أجل حرب الآخَرين، أي مقدار المال الذي سيذهب إلى المجمع الصناعي العسكري الأمريكي ولدعم ما وصفه بـ"النظام الأوكراني".
وتعليقًا على هذه التهديدات الروسية، قال الدكتور عمار قناة، أستاذ العلوم السياسية، إن المنظومة المجتمعية والسياسية في الولايات المتحدة الأمريكية وصلت لمستوى غير مسبوق من الاستقطاب والتنافس السياسي المبني على جملة من الأخطاء الاستراتيجية التي قد ارتكبت بشكل متعاقب، مما أدى إلى هذا المستوى من الاستقطاب والتسريع بالعمليات السياسية.
وأكد لقناة لـ"إرم نيوز" أن هذا الاستقطاب ليس فقط بين المرشحين دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري وكامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي.
وأضاف: "بل وصل إلى فئات وتكتلات مجتمعية وسياسية بين اليمين المحافظ الذي يقف إلى جانب ترامب ويسعى للحفاظ على المنظومة التقليدية داخل الولايات المتحدة الأمريكية التي ترتبط في الأصل بالمفهوم والعامل الديني البروتستانتي".
وأردف أن الاغتيالات تعتبر أداة كانت تستخدم لتمرير أو إيقاف بعض العمليات السياسية ولذلك فإن كل شيء متوقع بعد انتهاء الانتخابات الأمريكية.
واعتبر أن الاستطلاعات توضح أن أكثر من 25% من الأمريكيين يتوقعون وينتظرون اندلاع حرب أهلية مما يعد دليلا واضحا على وجود خلل كبير في المنظومة المجتمعية التي لم تستطع أن تخلق حالة جديدة من التناغم ولذلك فإن مفهوم العنصرية ما زال متأصلًا في المجتمع الأمريكي.
من ناحيته، قال الدكتور محمود الأفندي، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن تحذيرات رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديمتري ميدفيديف، بشأن احتمالية تعرض دونالد ترامب للاغتيال حال وصوله إلى السلطة على غرار ما حدث لكينيدي نتيجة موقفة الداعم لوقف النزاع في أوكرانيا، تعكس أن صلاحيات منصب الرئيس الأمريكي ضعيفة وأن من يتخذ القرارات الفعلية هو الكونغرس الأمريكي.
وأضاف الأفندي لـ"إرم نيوز" أن ميدفيديف كان رئيساً لروسيا من عام 2008 إلى 2012 ويعد أول رئيس روسي له علاقات جيدة بالولايات المتحدة الأمريكية ولديه علاقات قوية بالدولة العميقة في أمريكا.
وتابع أنه "يعرف جيدًا أن الحرب الأوكرانية هي قرار الكونغرس الأمريكي النابع من الدولة العميقة خاصة وأن كلًا من الديمقراطيين والجمهوريين صوتوا لصالح دعم أوكرانيا وهذا القرار لصالح مصانع السلاح التابعة لشركات خاصة تابعة للدولة العميقة".
وأوضح الخبير في الشؤون الروسية، أن قرار إنهاء الحرب في أوكرانيا يتم من خلال الدولة العميقة في أمريكا، مؤكدًا أنه إذا استطاع ترامب تحدي الدولة العميقة وإيقاف الحرب - وهذا أمل ضئيل - ستضطر الدولة العميقة في الولايات المتحدة الأمريكية لاغتياله.
وقال إن أي رئيس أمريكي يتحدى الدولة العميقة كانت نهايته إما بالقتل أو إخراجه من السلطة بفضائح كما حدث مع جورج بوش الأب أو حجب الثقة عن السلطة وهذا الشيء معروف في الإدارة الأمريكية.
وأوضح أن "ترامب قرر أن يعلن الحرب على الدولة العميقة، حيث إن أحد أكبر وعوده انتشال جثة الرئيس الأمريكي الأسبق ثيودور روزفلت وإعادة تشريحها لتحديد سبب الوفاة ومعرفة ما إذا كان قد مات بالسكتة القلبية أو تعرض للقتل والتسمم، ولذلك فإن كل تلك التحديات للدولة العميقة تؤدي بالضرورة إلى اغتيال وقتل ترامب".
وشدد الأفندي على أن "جميع القرارات الأمريكية المتعلقة بالحرب أو السلم أو التدخل العسكري يقرره الكونغرس وتموله الدولة العميقة وفقا لمصالحها، وبالتالي فإن تحدي ترامب لتلك المؤسسات يعرضه للقتل".