logo
العالم

بعد اتفاق غزة.. ما فرص إصلاح العلاقات الأوروبية الإسرائيلة؟

أعلام ألمانيا وإسرائيل والاتحاد الأوروبيالمصدر: (أ ف ب)

بعد التوترات التي شهدتها العلاقة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي بسبب الحرب على قطاع غزة، والتي دفعت بعض دول التكتل إلى فرض عقوبات على تل أبيب وأخرى على وزراء في الحكومة الحالية، جاء التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب، ليعيد التساؤل عن مستقبل علاقة أوروبا بإسرائيل في مرحلة ما بعد نهاية حرب غزة.

أخبار ذات علاقة

مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس

كالاس: الاتحاد الأوروبي يرغب بالمشاركة في السلطة الانتقالية لغزة

 ويكشف تقرير لصحيفة "هآرتس"، أن هناك أملاً في تحسين العلاقات بين بروكسل وتل أبيب، إذا احترمت إسرائيل الاتفاق الحالي، على الرغم من ملاحظات غربية على تصرفات الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية، والتي سيكون من الصعب تجاهلها من قبل الأوروبيين.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي أوروبي تأكيده أن "الإهانات التي تلقّاها نتنياهو من ترامب قبيل التوصل إلى اتفاق غزة، يجب أن تفهمها إسرائيل" باعتبار أنها إشارة إلى قربها من القارة العجوز، قائلاً: "بعد سنوات من تخليها عن أوروبا، يجب أن تدرك إسرائيل أنها في النهاية أقرب إلى أوروبا منها إلى أمريكا"، مشدداً على أن "إدارة ترامب، على عكس الإدارات الأمريكية السابقة، لا تُبدي أي ولاء تاريخي أو أيديولوجي لإسرائيل".

أخبار ذات علاقة

مسلحون من حماس في غزة

تضمنت 3 مطالب.. الاتحاد الأوروبي يوجه رسالة إلى حماس بشأن خطة ترامب

 ولفت الدبلوماسي إلى أن "هناك تغييراً كبيراً في الشرق الأوسط. إذ لا يرى المسؤولون في واشنطن إلا مصالحهم الخاصة، وإسرائيل ليست قوية بما يكفي، ولا تستطيع منافسة العرب، الذين لديهم الكثير ليقدموه"، وفق تعبيره.

عقوبات أوروبية

وتقول هآرتس، إن المسافة بين أوروبا وإسرائيل، تبدو، الآن، أكبر من أي وقت مضى، لأن نتنياهو في خطر إذا وطأت قدماه الأراضي الأوروبية - باستثناء المجر - بسبب مذكرة التوقيف الصادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية. كما أن طريق الوزيرين اليمينيين المتطرفين، إيتامار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، إلى أوروبا مسدودٌ أيضًا بسبب العقوبات المفروضة عليهما من قِبَل دول مختلفة، بما في ذلك حظر كامل على دخولهما إلى دول منطقة "شنغن".

أخبار ذات علاقة

 رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين

الاتحاد الأوروبي يبدي استعداده للمساهمة في خطة ترامب بشأن غزة

 ويؤكد التقرير أن فرض أوروبا عقوبات على بعض المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين، وتراجع الدعم الاقتصادي الرمزي الأوروبي لإسرائيل، فصلاً عن عقوبات أخرى لوح بها الاتحاد الأوروبي أو بعض أعضاء التكتل، تجعل من الصعب التنبؤ بقرب عودة مسار العلاقات إلى سابق عهدها.

وتضيف هآرتس: "كان خطر إلغاء اتفاقية التجارة الحرة مع أوروبا، أكبر شريك تجاري لإسرائيل، حقيقيًا للغاية مؤخرًا، ولكنه يبدو الآن أنه قد انحسر. بمجرد انتهاء الحرب في غزة وتوقف صور الموت والجوع في القطاع عن الظهور، ستفقد العصا الغليظة التي لوّح بها الاتحاد الأوروبي أمام أعين إسرائيل أهميتها".

تنافر متصاعد

وعند حديثها عن إمكانية إصلاح العلاقات بين إسرائيل وأوروبا، نقلت الصحيفة عن دبلوماسي فرنسي، أن باريس لا مصلحة لها في تدهور العلاقات، قائلاً: "لطالما رغبنا في التقارب مع إسرائيل. لطالما قلنا لإسرائيل: أنتم شركاؤنا، ولدينا علاقات وطيدة، دعونا لا ندمر كل شيء، دعونا نصلح كل شيء فورًا".

وأكد الدبلوماسي الفرنسي، أنه يجد صعوبة في تصديق أن العلاقة غير الرسمية بين البلدين ستكون سهلة الإصلاح على المدى القريب، مشيراً إلى أن عدد الشركات والوفود الفرنسية التي كانت تزور إسرائيل يتناقص باستمرار، ويعود ذلك جزئيًا إلى عدم رغبتهم في التقاط صور مع شركات أو رموز إسرائيلية.

أخبار ذات علاقة

فلسطينيون بين الدمار في غزة

الاتحاد الأوروبي يعلن تشكيل مجموعة مانحين لإعادة إعمار غزة

ولفت إلى تدهور العلاقات الشخصية بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونتنياهو إلى أدنى مستوياتها. مستبعداً إمكانية رأب الصدع الكامل ما دام الزعيمان في السلطة، وفق تعبيره.

من جانبه، اعتبر دبلوماسي أوروبي آخر، أنه "من منظور دبلوماسي، لا يمكن استعادة العلاقات مع إسرائيل إلا بعد معالجة أسس المشكلة، وهذا يعني حل الدولتين"، كما يقول، مؤكداً أن اجتماع وزراء خارجية الدول الأوروبية والعربية في باريس، الذي عقد بالتزامن مع محادثات وقف إطلاق النار في شرم الشيخ، عزز الاتجاه الذي تريد أوروبا والشرق الأوسط أن تتقدم فيه الأمور.

عنف المستوطنين

كما نقلت هآرتس، عن 3 دبلوماسيين، تأكيدهم أنه حتى لو مُنحت إسرائيل مهلة لحل المشكلة في غزة، فليست هناك نية أوروبية للتغاضي عن عنف المستوطنين أو توسيع المستوطنات والضم الفعلي لأجزاء من الضفة الغربية، تماشياً مع الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية العام الماضي، الذي قضت فيه بعدم قانونية الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية.

أخبار ذات علاقة

 مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس

الاتحاد الأوروبي يقترح قيودًا تجارية على إسرائيل وعقوبات ضد "الثنائي المتطرف"

وبما أنه من غير المتوقع أن تتغير الحكومة الحالية في إسرائيل في وقت قريب، فإن قلة من أفراد المجتمع الدبلوماسي الأوروبي يعتقدون أن إصلاحاً حقيقياً وعميقاً للعلاقات مع إسرائيل سيأتي في المستقبل القريب.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC