تتقاطع التحديات الداخلية والخارجية في قلب السياسة الأوكرانية، في ظل الحرب، إذ يبرز اسم زهان بيلينيوك كـ"نموذج للتغيير والاندماج"، باعتباره أول نائب أسود في تاريخ أوكرانيا.
وبحسب مجلة "جون أفريك"، يسعى بيلينيوك إلى تعزيز العلاقات بين أوكرانيا وأفريقيا، في وقت تتعرض فيه القارة إلى ضغوط للاختيار بين كييف وموسكو.
وقالت المجلة إن بيلينيوك يعمل على بناء جسور ثقافية وسياسية تُظهر أهمية الحوار والشراكة بين الطرفين، في ظل التحديات الجيوسياسية الراهنة.
وولد بيلينيوك في كييف عام 1991 لأب رواندي وأم أوكرانية، واعتاد على الجمع بين هويته الأوكرانية وأصوله الأفريقية، ما جعله رمزًا للاندماج والتسامح في بلاده.
واستعرضت المجلة مسيرة بيلينيوك، حيث مارس الرياضة في سن التاسعة عندما اكتشف رياضة المصارعة الرومانية، ليتوج مسيرته بعدة ألقاب أوروبية وعالمية، بالإضافة إلى فوزه بالميدالية الذهبية في أولمبياد طوكيو لعام 2021، والميدالية البرونزية في باريس لعام 2024.
وأوضحت أنه رغم أن بيلينيوك قرر التقاعد من الرياضة، إلا أنه لا يزال سفيرًا للرياضة في أوكرانيا، ومروجًا لسياسات الشباب.
وأشار التقرير إلى أنه في عام 2019، تم انتخاب بيلينيوك كنائب في البرلمان الأوكراني، ليكون أول نائب أسود في تاريخ البلاد، إذ تمت دعوته من قبل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للانضمام إلى حزبه "خادم الشعب".
وركز بيلينيوك على القضايا المتعلقة بالشباب والرياضة، وبدأ في بناء جسور بين أوكرانيا وأفريقيا في إطار السياسة الخارجية، وفق المجلة.
وقالت إن أوكرانيا أظهرت قدرتها على الحفاظ على الديمقراطية رغم الظروف الصعبة، ومع بداية الحرب الروسية عام 2022، شارك بيلينيوك في التصويت على فرض الأحكام العرفية، مؤكدًا أهمية استمرارية الحياة الديمقراطية في ظل الحرب.
وكان بيلينيوك جزءًا من الوفد الأوكراني الذي شارك في جهود دبلوماسية لتعزيز العلاقات بين أوكرانيا والدول الأفريقية، حيث شدد على ضرورة التخلص من الصورة السلبية لأوكرانيا، التي قد تروج لها روسيا، وفق "جون أفريك".
وأوضحت المجلة أن الحرب الروسية في أوكرانيا كانت تؤثر بشكل مباشر على الطلاب الأفارقة الذين كانوا يدرسون في الجامعات الأوكرانية، حيث عانى العديد منهم من صعوبة العودة إلى أوكرانيا؛ بسبب المتطلبات الإضافية للحصول على التأشيرات.
وأبدى بيلينيوك دعمه لمبادرات تسهيل الإجراءات الإدارية بهدف جذب الطلاب الأفارقة مرة أخرى، على حد قول المجلة.
وأكدت أن بيلينيوك يمتلك تأثيرًا كبيرًا في الإعلام الأوكراني بفضل شخصيته العامة، حيث يظهر بانتظام في المناسبات الثقافية والرياضية، ويشارك في برامج مثل "أوكرانيا: الناس الرائعون".
ولا يزال بيلينيوك يستخدم منصته لرفع الوعي بشأن آثار الحرب على الرياضة، خاصة بعد تدمير أحد مراكز التدريب الرياضي في كييف، مما أسفر عن مقتل العديد من الرياضيين والمدربين، وفق التقرير.
واختتم التقرير بالقول، إن أوكرانيا ليست فقط وريثة الاتحاد السوفيتي، بل هي أيضًا دولة تبحث عن بناء علاقات جديدة مع القارة الأفريقية.
