تشهد الأوساط الأمنية والسياسية الإسرائيلية حراكا مكثفا لاختيار خليفة لرئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، وسط جدل واسع أثارته محاولة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إقالته.
وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن نتنياهو أبلغ كبار وزراء حزب الليكود بأن المرحلة الأولى ستشهد تعيين رئيس مؤقت للجهاز، قبل اختيار رئيس دائم لاحقًا، داعيًا أعضاء حكومته إلى تقديم مقترحاتهم بشأن المرشحين المحتملين.
أبرز المرشحين لخلافة بار
وتصدّر قائمة المرشحين عدد من الأسماء البارزة داخل الجهاز، حيث يُعد "م"، نائب رئيس الشاباك الحالي، أحد أقوى المرشحين والذي تم تمديد ولايته مع بدء الحرب بطلب من نتنياهو.
ويتميز "م"، الذي ينتمي إلى التيار الديني القومي، بخبرته الواسعة في شؤون العالم العربي.
أما المرشح الثاني، فهو "ر"، نائب رئيس الشاباك السابق، الذي شغل سابقًا منصب رئيس قسم العمليات، وكان منافسًا لرونين بار في التعيين السابق، لكنه لم يُنتخب، ما دفعه إلى مغادرة الخدمة. ويتمتع "ر" بخبرة مماثلة في الملف العربي.
ويبرز أيضًا اسم "س"، الذي تولى منصب نائب رئيس الشاباك قبل نحو شهرين فقط، بعدما ترقى من منصب منسق الاستخبارات إلى رئيس قسم الأبحاث.
إلى جانب الأسماء الثلاثة، يطرح البعض إمكانية إسناد المنصب إلى مائير بن شبات، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، والذي سبق أن تولى مسؤوليات قيادية في الشاباك في المنطقة الجنوبية المختصة بغزة. ومع ذلك، أعلن بن شبات عدم رغبته في المنصب، لكنه أبدى استعداده لدعم من يقع عليه الاختيار.
دلالات التعيين وصراع النفوذ
يشير مراقبون إلى أن وصول "م"، "ر"، أو "س" إلى رئاسة الشاباك سيمثل تحولًا غير مسبوق داخل الجهاز، خاصة أن بعضهم شارك في إعادة هيكلته عقب هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول، كما أن أحدهم، وفق وسائل إعلام عبرية، يتمتع بعلاقة وثيقة بمكتب رئيس الوزراء، ما يمنحه أفضلية على منافسيه.
ووفق التقارير، فقد حظي "م" باهتمام إعلامي كبير، بعدما تم تعيينه في فريق التفاوض حول صفقة الرهائن، بدلًا من رونين بار نفسه.
ورغم اعتباره مرشحًا قويًا، إلا أن دوره كنائب رئيس الشاباك خلال أحداث 7 أكتوبر قد يجعله مسؤولًا جزئيًا عن الإخفاقات الأمنية، ما يفتح الباب أمام احتمالية استبعاده.
التوتر بين نتنياهو والشاباك
في ظل هذه التطورات، تتفاقم الأزمة بين نتنياهو وجهاز الشاباك، فيما يطالب الجيش الإسرائيلي القيادة السياسية بالإسراع في التوصل إلى اتفاق مع حماس، مع تزايد المخاوف بشأن وضع الرهائن المحتجزين.
ورغم ما يروج له عن إعداد رئيس الأركان الجديد، الجنرال إيال زامير، لخطة عسكرية واسعة في غزة، فإن المؤسسة العسكرية ترى أن وقف العمليات البرية قد يكون خيارًا ممكنًا لإنقاذ الرهائن، إلا أن تحركات الجيش الكبيرة نحو القطاع، وفق القناة 12 العبرية، تعكس استعدادًا لاحتمال فشل المفاوضات واندلاع مواجهة جديدة.