ذكرت صحيفة "الغارديان" أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قررت المضي قدمًا في عقد مع شركة "Paragon Solutions" الإسرائيلية، لمنح وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك، إمكانية استخدام برنامج التجسس "Graphite" الذي يمكن استخدامه لاختراق التطبيقات المشفرة مثل واتساب وسيغنال.
وأفادت الصحيفة بأن العقد الأصلي، الذي أُبرم في أواخر 2024 خلال إدارة جو بايدن، كان قد تم تجميده مؤقتًا لمراجعة التزامه بأمر تنفيذي يقيّد استخدام الحكومة الأمريكية لأدوات التجسس التجارية، لكن الوثائق الرسمية الأخيرة أظهرت رفع التعليق واستئناف العقد مع الشركة.
وقالت "الغارديان" إنّ "Graphite" يتيح للمستخدم، أي الوكالة في هذه الحالة، تتبع موقع الأفراد وقراءة رسائلهم وصورهم، فضلًا عن تحويل الهاتف إلى جهاز تنصت عبر التحكم بالميكروفون عن بعد.
وأشارت الصحيفة إلى أن شركات مثل "Paragon" و"NSO" تدّعي أن برامجها تستخدم لمنع الجرائم والهجمات الإرهابية، لكن خبراء حقوقيين حذروا من إمكانية استغلالها ضد مدافعين عن حقوق الإنسان وصحافيين ومعارضين سياسيين.
ونقلت "الغارديان" عن الباحث جون سكوت-رايلتون بجامعة تورنتو قوله إن أدوات مثل هذا التطبيق "مصممة للدكتاتوريات وليس للديمقراطيات المبنية على الحرية وحماية الحقوق الفردية".
وأضاف أن "القدرة على التجسس السري والمتسلط تؤدي إلى الفساد وتسبب فضائح متزايدة في الديمقراطيات".
كما ذكرت الصحيفة أن "Paragon" قطعت علاقاتها مع إيطاليا بعد الكشف عن استهداف 90 شخصًا، بينهم صحافيون وناشطون حقوقيون، عبر برنامجها، مؤكدة أن الحكومة الأمريكية كانت تتحفظ سابقًا على استخدام برامج تجسس خارجية لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
وأفادت "الغارديان" بأن خبراء حقوقيين دعوا الكونغرس للتدخل ووضع قيود على استخدام هذه الأدوات، معتبرين أن "Graphite" يشكل "تهديدًا حقيقيًا لحرية التعبير والخصوصية"، خاصة بعد رفع أمر التجميد على العقد دون إشراف كامل على التزام الحكومة بمتطلبات الفحص والتقييم.