بدأ الناخبون في تشيلي التوجه إلى صناديق الاقتراع، اليوم الأحد، في انتخابات تهيمن عليها قضايا الأمن والهجرة، وسط توقعات بأن تتصدر مرشحة اليسار غانيت خارا الدورة الأولى، بينما يرجّح أن يحسم مرشح اليمين المتطرف خوسيه أنتونيو كاست الجولة الثانية المقررة في ديسمبر/ كانون الأول. بحسب وكالة "أ ف ب".
شهدت البلاد خلال السنوات الأخيرة ارتفاعًا كبيرًا في جرائم القتل والخطف والابتزاز، ما جعل الأمن القضية الأكثر إلحاحًا بالنسبة للناخبين.
ورغم تراجع معدل جرائم القتل بنسبة 10% خلال ولاية الرئيس اليساري غابريال بوريتش، إلا أن المخاوف الشعبية لا تزال مرتفعة، مع اتهامات بتنامي نفوذ عصابات وافدة من دول مجاورة.
كاست، المعروف بلقب "ترامب تشيلي"، تبنى خطابًا صارمًا ضد الهجرة غير النظامية، متعهّدًا بإقامة جدران وخنادق على الحدود، ومهددًا بترحيل مئات آلاف المهاجرين غير النظاميين في حال فوزه.
في المقابل، تخوض خارا حملتها بخطاب إصلاحي معتدل يستند إلى سجلّها الوزاري، خصوصًا في خفض ساعات العمل ورفع الحد الأدنى للأجور.
وتأتي هذه الانتخابات في لحظة سياسية حساسة لليسار في أمريكا الجنوبية، وسط تراجع نفوذه في دول عدة.
ويرى خبراء أن فوز اليمين المتطرف في تشيلي قد يعيد تشكيل المشهد السياسي الإقليمي، خصوصًا مع احتمال تنسيق وثيق بين سانتياغو وبوينس آيرس وواشنطن في حال وصول كاست إلى الحكم.
كما يبرز في هذه الانتخابات ثقل إرث الديكتاتور أوغستو بينوشيه، الذي يُعدّ كاست من أبرز المدافعين عن سجله، في حين يسعى معسكر اليسار إلى تأكيد حاجته إلى استمرارية الإصلاحات الاجتماعية لتحسين الظروف المعيشية للمواطنين.