logo
العالم

أثارت قلق موسكو.. بريطانيا تؤجج صراع الردع تحت البحار بغواصة "دريدنوت"

صواريخ دريدنوتالمصدر: منصة إكس

قال موقع "ناشيونال جرونال سكيورتي" في تحليل عسكري إن غواصات الصواريخ النووية الجديدة من فئة دريدنوت البريطانية، ينبغي أن تثير قلق روسيا، خصوصًا مع إعلان لندن تحديث قدراتها بتمويل كامل لمشروع "أستريا" الرأس الحربي النووي من الجيل التالي.

ووفق تقرير الموقع فإن هذا الرأس مصمم ليحل محل هولبروك الحالي، ويدخل الخدمة مع غواصات دريدنوت في أوائل الثلاثينيات، ما يضمن استمرار الردع النووي البريطاني دون انقطاع. 

أخبار ذات علاقة

قبة يتم وضعها على مبنى المفاعل رقم 1 في محطة الطاقة النووية تشجيانغ ساناو في مقاطعة تشجيانغ، الصين، في عام 2022.

أمريكا تخسر "سباق الذرّة".. كيف تحولت بكين إلى القوة النووية الأولى عالميًا؟

ومن المقرر وضع عارضة القارب الأول في مارس/آذار 2026، وهو معلم يعكس التزام لندن بتعزيز قوتها البحرية، ما يثير مخاوف روسية من فقدان تفوقها في الردع تحت البحار.

وبرنامج دريدنوت، الذي يهدف لبناء أربع غواصات مزودة بصواريخ باليستية، يحل محل فئة فانغارد القديمة، فكل غواصة ستحمل نظام ترايدنت II D5، المشترك مع الولايات المتحدة، مما يعزز التوافق والكفاءة. يتم بناؤها في بارو إن فورنيس بواسطة BAE Systems، مع مفاعلات PWR3 من Rolls-Royce، وتدخل الأولى (HMS Dreadnought) الخدمة في أوائل الثلاثينيات. 

وهذا التوقيت يتزامن مع أستريا، الذي يُطور بالتنسيق مع برنامج W93 الأمريكي، بمشاركة المكونات غير النووية مثل غلاف Mk7 الهوائي. ومع ذلك، تبقى العبوة النووية بريطانية بالكامل، محافظة على الاستقلال بموجب اتفاقيات 1958 و1963. ويأتي التمويل من حزمة 15 مليار جنيه إسترليني، تغطي تطوير أستريا وتحديث مرافق مؤسسة الأسلحة الذرية. 

وبالنسبة إلى روسيا، التي تعتمد على أسطولها النووي للردع، تمثّل دريدنوت تحدياً مباشراً، فغواصات فانغارد الحالية تشكل تهديدًا، لكن دريدنوت أكثر تطوراً في التخفي والقدرة على البقاء، ما يعقد عمليات الكشف الروسية في المحيط الأطلسي.

ومع رؤوس أستريا الجديدة، تزداد دقة الضربات وموثوقيتها، مما يهدد قواعد موسكو الاستراتيجية، إذ تواجه روسيا تأخيرات في برامجها مثل بوري-أ، فيما بريطانيا تسير في موعدها، مدعومة بتعاون أمريكي قوي.

أما اختبار أستريا، فيعتمد على تقنيات متقدمة دون تفجيرات حية، ملتزمة بمعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية منذ 1991، إذ يستخدم مرفق ليزر أوريون محاكاة درجات حرارة تصل إلى 10 ملايين درجة مئوية، مع كمبيوترات عملاقة لنمذجة الانفجار افتراضياً. 

وتضمن هذه الطرق موثوقية الرأس دون انتهاك المعاهدات، ما يمنح بريطانيا ميزة علمية على روسيا، التي تعتمد على اختبارات تقليدية أكثر.

في سياق مراجعة الدفاع الاستراتيجي 2025، بدأت الحكومة البريطانية دراسات لخليفة دريدنوت في النصف الثاني من القرن، مستكشفة تقنيات مثل الاستشعار الكمي لتعزيز التخفي.  

أخبار ذات علاقة

محطة زاباروجيا للطاقة النووية

"الشتاء النووي" يقترب.. تصعيد روسي يستهدف منظومة الطاقة الأوكرانية

ويضمن نجاح البرنامجين ردعاً نووياً مستمراً حتى الستينيات وما بعدها. وبالنسبة لروسيا، هذا يعني تهديداً متجدداً من غواصات أكثر هدوءاً ودقة، قادرة على الضرب من مسافات بعيدة دون كشف. 

في عصر التوترات مع أوكرانيا، يعزز دريدنوت موقع بريطانيا كقوة نووية مستقلة داخل الناتو، ما يجبر موسكو على إعادة تقييم استراتيجيتها البحرية. وإذا استمر التقدم، فستفقد روسيا تفوقها في الردع تحت البحار، وفق "ناشيونال جرونال سكيورتي".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC