مقتل 5 جنود بتفجير انتحاري في شمال شرق نيجيريا

logo
العالم

خيال علمي أم قدرات خارقة؟.. جدل روسي غربي حول صاروخ الطاقة النووية

صاروخ بوريفيستنيكالمصدر: التلغراف

منذ أن أعلنت روسيا يوم الأحد الماضي عن أول اختبار ناجح لصاروخ "بوريفيستنيك"، المعروف لدى حلف شمال الأطلسي باسم "سكاي فول"، دخل الغرب وموسكو في أجواء من الحرب الباردة مع تقييمات متناقضة حول قدرات السلاح الذي يعمل بمفاعل نووي.

وفي لقاء متلفز مع زعيم الكرملين، فلاديمير بوتين، تفاخر الجنرال فاليري جيراسيموف، أعلى قائد عسكري روسي، بأن الصاروخ يحمل قوة نووية تعادل عشرين ضعف قنبلة هيروشيما، وقادر على هزيمة أي نظام دفاع صاروخي عالمي.

وفي التقييم الروسي أيضًا، يُوصف السلاح بأنه "ذو مدى غير محدود"، قادر على الطيران لأيام أو أسابيع، وعلى ارتفاعات منخفضة جدًا تصل إلى 100 متر فوق سطح الأرض؛ ما يجعله قادرًا على التسلل تحت شبكات الرادارات الغربية.

إلا أن التقييمات الغربية، بحسب صحيفة "التلغراف"، تقلل من شأن تلك "الأوصاف"، معتبرة أنها لا تنفصل عن كونها "دعاية من زمن الحرب الباردة"، فيما يرى مراقبون غربيون أن الجدوى الاستراتيجية للصاروخ ومخاطره ومداه "غير منطقية"، رغم الإقرار بخطورته.

بين روسيا وأمريكا

ويعود تاريخ فكرة الصواريخ النووية إلى الحرب الباردة، حيث أجرى الجيش الأمريكي تجارب على مشروع "بلوتو" في الستينيات، إذ كان التصميم يتيح طيرانًا طويل الأمد على ارتفاعات منخفضة؛ ما يصعب رصده على الرادارات.

أخبار ذات علاقة

رقصة ترامب خلال الترحيب به في مطار كوالالمبور

جولة ترامب الآسيوية.. الصناعة سلاح أمريكا الجديد في معركة النفوذ ضد الصين وروسيا

غير أن المشروع أُجّل بسبب المخاطر الكارثية؛ فتركيب قنبلة نووية على مفاعل نووي قد يؤدي إلى انفجار يدمر البر الرئيسي الأمريكي نفسه في حال وقوع حادث.

أما في موسكو؛ فعلى النقيض لا تبدو مشاركةً في هذه المخاوف؛ ففي الاختبار الأخير قطع "بوريفيستنيك" مسافة ثمانية آلاف وسبعمئة ميل في أكثر من خمس عشرة ساعة، مستفيدًا من مفاعله النووي الذي يسخّن الهواء ويستخدمه للدفع بدلاً من الوقود التقليدي.

ويتيح هذا له اختراق الغلاف الجوي الكثيف؛ بخلاف صواريخ كروز التقليدية التي ترتفع للاستفادة من الهواء الرقيق؛ ما يجعلها مرئيةً لرادارات الناتو؛ إذ تهدف أنظمة الدفاع النووي الغربية، مثل تلك في ألاسكا وكاليفورنيا، إلى اعتراض الصواريخ في الستراتوسفير.

لكن ترسانة روسيا التقليدية، المكونة من نحو 300 صاروخ باليستي عابر للقارات، تواجه صعوبة في اختراق هذه الشبكات، وهنا يبرز دور "بوريفيستنيك" كسلاح يطير تحت الرادارات، متجنّبًا الاعتراض.

خارق أم دعائي

في فيديو نشره بوتين العام 2018، يُظهر الصاروخ وهو يعبر أوروبا، يتجه جنوبًا عبر الأطلسي، يحوم حول رأس الرجاء الصالح، ثم يتفادى الدفاعات الأمريكية ليضرب فلوريدا. وأثار هذا المقطع حينها صدمة في البيت الأبيض، حيث شحب وجه الرئيس دونالد ترامب، حسب شهادة فيونا هيل، مستشارته السابقة للشؤون الروسية.

إلا أنّ محللين غربيين يرون أن التهديد مبالغ فيه، فسرعة الصاروخ البطيئة، نحو 960 كيلومترًا في الساعة، تجعله عرضة للرصد والإسقاط، كما يقول ويليام ألبرك، خبير في منتدى المحيط الهادئ بهونولولو، الذي يصفه بأنه "طائرة غير خفية"، مع مفاعل نووي يبعث نيوترونات شاردة تسهل كشفه.

كذلك هناك آراء تعتقد أن الطائرات الغربية أو أنظمة الدفاع على السفن يمكنها إسقاط الصاروخ الروسي بسهولة، كما أثبتت حرب أوكرانيا انتهاء عصر الطائرات دون سرعة الصوت بسبب معدلات الاعتراض العالية.

أما جيفري لويس، خبير منع الانتشار النووي في كلية ميدلبري، فيصف الصاروخ بأنه "تشيرنوبيل طائرة صغيرة"، مشيرًا إلى كارثة 1986 في أوكرانيا، كما يرى فيه "سلاح خيال علمي مزعزع للاستقرار، يصعب التعامل معه في ضبط الأسلحة".

ويزعم تقرير غربي أن اختبارات سابقة "فاشلة" للصاروخ أودت بحياة خمسة علماء روس، وبحسب سيدهارث كوشال، الباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة بلندن، فإن التصميم معقّد ويعرضه للأخطاء؛ ما يجعله "غير موثوق لتوصيل حمولة نووية".

ويذهب تقرير "التلغراف" إلى أن "بوريفيستنيك" يبدو تهديدًا نفسيًا أكثر منه عسكريًا، إذ قد يمنح موسكو نفوذًا في مفاوضات الحد من الأسلحة، خصوصًا مع انتهاء معاهدة "ستارت الجديدة" في فبراير/شباط المقبل.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC