ذكرت صحيفة "الإندبندنت"، أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدأ يُظهر علامات واضحة على الضيق من الجدل المتصاعد حول وزير الحرب بيت هيغسيث، رغم مواصلته الدفاع عنه أمام الإعلام.
ونقلت الصحيفة عن تقرير لمجلة "ذا أتلانتيك" أنّ الرئيس ترامب، الذي وقف طويلاً إلى جانب هيغسيث، لم يعد يواجه بحزم الانتقادات الداخلية المتزايدة التي تتهم الوزير بعدم أهليته للمنصب، في ظل تتابع الفضائح والتحقيقات العسكرية.
وبحسب مصادر مطلعة داخل البيت الأبيض، قال أحد كبار المسؤولين إنّ الأسبوع الماضي كان "صعباً للغاية" على هيغسيث.
ويأتي هذا الاحتقان في سياق تدقيق متزايد في قرار البنتاغون تنفيذ ضربة عسكرية ثانية على قارب يُشتبه بضلوعه في تهريب المخدرات في منطقة الكاريبي، في الـ2 من شهر من أيلول/سبتمبر الماضي.
وتصف بعض المصادر الضربة بأنها عملية "مزدوجة"، إذ نُفّذت بعد ظهور ناجين متمسكين بحطام القارب.
وعرضت لجنة في الكونغرس مقطعاً مصوراً للضربة خلال جلسة استماع هذا الأسبوع، ما أشعل جدلاً سياسياً وأخلاقياً حاداً.
واعتبر ديمقراطيون أن التسجيل "مقلق وغير مسبوق" في الخدمة العامة، بينما اعتبر جمهوريون العملية "قانونية ومشروعة"، مؤكدين أنها تهدف إلى الحد من تدفق المخدرات نحو الولايات المتحدة.
وفي المقابل، تتهم منظمات حقوقية بعض العمليات العسكرية التي أمر بها هيغسيث بأنها "غير قانونية" وتهدف إلى الضغط على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
ولا يقتصر الجدل على ملف الكاريبي؛ إذ كشف المفتش العام في وزارة الدفاع عن نتائج تحقيق بشأن استخدام هيغسيث تطبيق "سيغنال" لنشر تفاصيل عملية ضد ميليشيا الحوثي في اليمن، ما قد يكون عرَّض القوات الأمريكية للخطر، ورغم ذلك، قال الوزير إنه "لا يندم" على شيء فعله في هذا السياق.
وفي العلن، لا يزال ترامب يعلن دعمه لهيغسيث، مؤكداً أنه "يقوم بعمل رائع"، لكن مصادر داخلية أشارت إلى أن الرئيس الجمهوري منزعج من تزايد ضغوط جمهوريين في الكونغرس يستخدمون سجل هيغسيث ضد البيت الأبيض.
ورأت المصادر، أن ترامب لا يستطيع إقالة وزير الحرب حالياً، لأنه لا يرغب بخوض معركة تثبيت وزير جديد في مجلس الشيوخ.
ويواصل ترامب الإشارة إلى أن العمليات العسكرية لن تتوقف، ملمّحاً إلى إمكانية توسيعها، إذ قال مؤخرًا: "قريباً سنبدأ تنفيذها على اليابسة أيضًا".