تقارير صينية: سفينتان حربيتان من كندا وأستراليا تعبران مضيق تايوان

logo
العالم

تدربوا في فرنسا وفروا من المعارك.. جنود أوكرانيون يحرجون باريس وكييف

تدربوا في فرنسا وفروا من المعارك.. جنود أوكرانيون يحرجون باريس وكييف
جندي أوكراني في شمال كييفالمصدر: فرانس 24
05 يناير 2025، 3:08 م

اعتبر خبراء سياسيون فرنسيون أن قضية فرار الجنود الأوكرانيين من المعارك، الذين تلقوا تدريبًا في فرنسا، تكشف عن تحديات كبيرة تواجه التعاون العسكري الدولي، خاصة في سياق حرب طويلة الأمد.

وقد تكون الأسباب وراء الفرار مرتبطة بسوء التخطيط، أو الإعداد النفسي واللوجستي للجنود، لكن هذه الحادثة ستترك أثرًا على العلاقات العسكرية بين فرنسا وأوكرانيا.

وفتحت السلطات الأوكرانية تحقيقًا في حالات فرار جماعي بين جنود من "لواء آنّا كييف"، الذي تشكل حديثًا ضمن التعاون العسكري بين فرنسا وأوكرانيا.

ويُقال إن بعض الجنود الذين تلقوا تدريباتهم في فرنسا اختاروا البقاء هناك هربًا من قتال الروس في أوكرانيا، مما وضع كلًّا من كييف وباريس في موقف محرج.

قوات أوكرانية على خط المواجهة مع روسيا

ورأى جان بيير مولين، من مركز الأبحاث الفرنسي للدراسات الإستراتيجية في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن هذه القضية تكشف عن تحديات جوهرية في عمليات التدريب العسكري الدولي، خاصة عندما يتعلق الأمر بنقل وحدات مدربة حديثًا إلى ساحات قتال حقيقية. 

أخبار ذات علاقة

لقاء سابق جمع بوتين وماكرون

خبراء: فرنسا قد تتوسط لوقف الحرب الروسية الأوكرانية لكن "بشرط"

 
وأضاف مولين أن "الأرقام التي تشير إلى فرار الجنود الأوكرانيين تعكس مشكلات هيكلية أكثر من كونها إخفاقًا في التدريب نفسه". 

وأردف أن "فرنسا قدمت برنامجًا عالي الجودة، لكنه لم يأخذ بعين الاعتبار البعدين النفسي والاجتماعي للجنود، بالإضافة إلى الضغط الناتج عن نشرهم في ظروف قاسية جدًا بمجرد انتهاء تدريبهم".

واعتبر أن "الحادثة قد تؤثر على سمعة التعاون العسكري الفرنسي على المدى القريب، لكنها لا تعكس فشلًا كاملاً".

جندي أوكراني يتفقد مسيرة

وأشار إلى ضرورة تحسين عملية المتابعة بعد التدريب لضمان دمج أفضل للجنود في القوات الأوكرانية.

وبدوره، قال لوران بوشيه الباحث في مركز الدراسات العسكرية الدولية لـ"إرم نيوز" إن "القضية تبرز اختلاف الأولويات بين فرنسا وأوكرانيا. 

وأوضح بوشيه أنه بينما ركزت فرنسا على تقديم تدريب عسكري عالي التقنية، ومعدات متطورة، لم يكن لدى أوكرانيا البنية التحتية أو الإستراتيجيات المناسبة لدمج هذه القوة بشكل فعال.

أخبار ذات علاقة

قوات أوكرانية على خط المواجهة مع روسيا

تدريب الناتو لقوات أوكرانية.. تصعيد جديد ينذر بتفاقم الصراع مع روسيا

 واعتبر أن "تفكيك لواء 'آنّا كييف' وإعادة توزيع جنوده يعكس افتقارًا للتخطيط طويل الأمد من قبل كييف، مؤكدًا أن استمرار التعاون العسكري يتطلب مراجعة شاملة للاستراتيجية.

وتابع أنه "يجب أن تركز المرحلة المقبلة على بناء وحدات تتمتع بتجانس أكبر وأنظمة دعم نفسي ولوجستي فعالة. وفي الوقت نفسه، على فرنسا وأوكرانيا وضع آليات لمنع حوادث الهروب، وتعزيز الانضباط العسكري".

أخبار ذات علاقة

5829a150-5120-4a48-ab65-4234247758cc

قوات فرنسية في أوكرانيا.. هل قرر ماكرون "اللعب بالنار"؟

 ووفقًا للباحث السياسي الفرنسي، فإن "لواء آنّا كييف"، الذي يضم 4500 جندي، يُعد أحد أبرز رموز الشراكة العسكرية بين فرنسا وأوكرانيا. 

وأُعلن عن تشكيله، في يونيو الماضي، خلال احتفالات الذكرى السنوية لإنزال النورماندي، بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وتلقى نحو 2300 جندي أوكراني تدريبًا مكثفًا في شرق فرنسا على يد 1500 عسكري فرنسي، تضمن إنشاء خنادق تحاكي ظروف القتال في أوكرانيا.

تسليح اللواء وتجهيزه

وعقب انتهاء التدريب في نوفمبر، زودت فرنسا اللواء بأكثر من 100 مركبة مدرعة، و20 مدفعًا من طراز "سيزار". ووُصفت هذه المبادرة بأنها "نموذج دعم فريد تقدمه فرنسا"، إلا أن النتائج جاءت أقل من التوقعات.


الفرار الجماعي: الأرقام والاتهامات

وكشف الصحفي الأوكراني البارز يوري بوتوسوف أن ما يقرب من 1700 جندي من أصل 4500 فروا من اللواء بعد عودتهم إلى أوكرانيا، بينما هرب 50 آخرون أثناء فترة التدريب في فرنسا.

وعلى الرغم من أن وزارة الجيوش الفرنسية لم تؤكد صحة هذه الأرقام بعد، إلا أن القضية أحدثت صدى واسعًا في أوكرانيا.

ووصفت إحدى النائبات اللواء بـ"اللواء الزومبي"، مشيرة إلى أنه استُخدم لأغراض دعائية أكثر من كونه مشروعًا عسكريًا فعالًا.

وبينما أثنى البعض على جودة التدريب في فرنسا، وجهت الانتقادات لعملية نشر اللواء في أوكرانيا.

ووفقًا للتقارير، تم تفكيك اللواء عند عودته إلى أوكرانيا، حيث أُعيد توزيع جنوده لسد الفجوات في وحدات عسكرية أخرى منهكة من القتال.

جندي أوكراني في مناطق القتال

وأُرسل مجندون شباب، بالكاد أنهوا تدريبهم، إلى مناطق شديدة الخطورة مثل بوكروفسك دون تزويدهم بمعدات أساسية كأجهزة تشويش الطائرات المُسيّرة.

وتسببت هذه الفوضى في إقالة عدة ضباط، بينهم قائد اللواء، بسبب سوء إدارة الجنود.

وعلى الرغم من هذه المشاكل، أعلنت أوكرانيا استمرار التعاون العسكري مع فرنسا، حيث أكد الرئيس زيلينسكي أن لواءً ثانيًا سيتم تدريبه في فرنسا قريبًا.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC