مقتل 5 جنود بتفجير انتحاري في شمال شرق نيجيريا
تكشف سلسلة جديدة من استطلاعات الرأي عن أزمة سياسية متصاعدة تواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والحزب الجمهوري خلال ولايته الثانية.
وبينما تتراجع نسبة التأييد إلى مستويات قياسية منخفضة، تظهر الشقوق داخل ائتلافه الانتخابي، ويتقدم الديمقراطيون في مناطق "حمراء" تقليدية، ويتراجع الدعم بين الناخبين من أصل إسباني، في وقت تؤكد فيه المتوسطات الوطنية أن ترامب "تحت الماء" في كل استطلاع رئيس تقريباً.
تقدم هذه المؤشرات صورة لنفوذ جمهوري يتآكل، قد يعيد تشكيل السيطرة على الكونغرس ويؤثر مباشرة في آفاق انتخابات 2028.
انقسامات داخلية
أظهر استطلاع بوليتيكو أن أكثر من ثلث من صوتوا لترامب عام 2024 لا يعرفون أنفسهم ضمن معسكر "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، وهو ما يشير إلى تفكك أحد أهم مكونات القوة الانتخابية لترامب.
هؤلاء الناخبون أقل التزاما بالتصويت للجمهوريين في الانتخابات التمهيدية، وتراجعت ثقتهم بالحزب في إدارة الاقتصاد إلى 63% فقط، مقارنة بـ88% بين مؤيدي MAGA.
على مستوى الشعبية العامة، يكشف أحدث استطلاع لـ"غالوب" أن تأييد ترامب هبط إلى 36% فقط، مقابل عدم تأييد يبلغ 60%؛ أسوأ نسبة في ولايته الثانية.
ويبدو أن المستقلين والجمهوريين على حد سواء يفقدون ثقتهم في قدرته على إدارة الاقتصاد والهجرة والميزانية.
كما يضيف مؤشر استطلاعات الرأي الخاص بـ Ballotpedia طبقة جديدة من القلق؛ إذ تُظهر المتوسطات التي تجمع نتائج YouGov وCBS News وFox News وReuters وAP أن نسبة الموافقة على ترامب لا تتجاوز 42%، مقابل 55% عدم موافقة؛ ما يعني أن ترامب يحقق تقييماً سلبياً في كل استطلاع وطني رئيس دون استثناء.
تمدد ديمقراطي في المعاقل الجمهورية
تكشف نتائج كلية إيمرسون ذا هيل أن المعاقل الجمهورية العميقة لم تعد بمنأى عن التحول السياسي. ففي الدائرة السابعة بولاية تينيسي؛ حيث فاز ترامب سابقا بفارق 22 نقطة، تشير النتائج إلى سباق متقارب بين المرشحة الديمقراطية أفتين بيهن والجمهوري مات فان إيبس، بفارق نقطتين فقط.
من جانبه تقول بيهن لشبكة CNN: "إذا قلبنا هذه الدائرة، فسوف يشير ذلك للجمهوريين في واشنطن أن أجندتهم الحالية غير مرحب بها حتى في المناطق الحمراء العميقة".
ويعكس هذا التقدم تحولاً ملحوظاً في المزاج العام داخل الدوائر التي كانت تُعد من المسلمات الجمهورية.
ويرى الخبير الجمهوري دارون شو أن الأزمة الاقتصادية تلعب دوراً كبيراً في هذا التحول؛ إذ قال لفوكس نيوز: "يرى الناس صعوبة في توفير الضروريات، ويلومون المسؤولين. المثير هو أن الديمقراطيين يحققون مكاسب من مشكلة قيل إنهم تسببوا بها وضربتهم عام 2024".
ومع أن البيت الأبيض يحاول طمأنة الناخبين، تقول المتحدثة أبيجيل جاكسون لصحيفة ديلي ميل إن ترامب "حقق بالفعل العديد من الوعود التي انتُخب لتنفيذها، لكن هناك دائما المزيد لإنجازه".
لكن الاستطلاعات تشير إلى أن التفسير الرسمي لا ينعكس حتى الآن في المزاج الشعبي.
تراجع خطير بين الناخبين من أصل إسباني
استطلاع مركز بيو للأبحاث يرسم مشهدا مقلقا لترامب داخل واحدة من أهم الكتل الانتخابية في أمريكا؛ إذ إن ثلثي الناخبين من أصل إسباني لا يوافقون على سياسته في ملف الهجرة، و61% يعتقدون أن سياساته الاقتصادية زادت أوضاعهم سوءاً.
بعد أن نجح ترامب في تعزيز شعبيته داخل المجتمع اللاتيني عام 2024، تراجعت نسبة الرضا عنه اليوم إلى 25% فقط، هبوط حاد من 44% لدى بدء ولايته الثانية.
هذا التراجع يُهدد فرص الجمهوريين في ولايات حيوية مثل نيفادا وتكساس وأريزونا، ويعيد رسم الخريطة الانتخابية للسنوات المقبلة.
تُعد انتخابات التجديد النصفي لعام 2026 الاختبار الأكبر لهذه الاتجاهات، حيث ستكون السيطرة على الكونغرس معلقة في الميزان.
أما الانتخابات الخاصة في تينيسي في 2 ديسمبر، حيث قد يقلب الديمقراطيون مقعداً جمهورياً عميقاً، فستشكل اختباراً فورياً لمدى عمق التحولات الحالية ومدى خطورتها على مستقبل الحزب الجمهوري.
