الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
في عملية سرية امتدت لأكثر من عام، حاولت الولايات المتحدة تنفيذ خطة جريئة لاعتقال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، عبر استمالة كبير طياريه لتحويل مسار طائرته الرئاسية.
إلا أن هذه العملية، التي تكشف جانبا غير مسبوق من جهود واشنطن لإزاحة مادورو، انتهت بالفشل، تاركة الرئيس الفنزويلي محصّناً في قصره ومسيطراً على الدولة النفطية.
وكشفت وكالة أسوشيتد برس أن عميلا فيدراليا أمريكيا يُدعى إدوين لوبيز حاول رشوة الجنرال بيتنر فيليجاس، كبير طياري مادورو، مقابل تحويل مسار الطائرة الرئاسية لتمكين واشنطن من القبض على الزعيم الفنزويلي.
عُقد اللقاء في سرية تامة، حيث عرض لوبيز مبالغ مالية ضخمة وأشار إلى مكافأة أمريكية تصل إلى 50 مليون دولار لمن يسهم في تسليم مادورو.
ورغم حذر الطيار ورفضه الالتزام الفوري، فقد أبقى قنوات الاتصال مفتوحة عبر تطبيقات مشفرة؛ ما أعطى انطباعا بوجود اهتمام محتمل بالتعاون.
ورغم تقاعد لوبيز لاحقا، واصل التواصل مع الطيار لأشهر؛ ما يعكس إصرار واشنطن على المضي في المخطط الذي انتهى في النهاية دون نتيجة.
وتزامنت هذه العملية السرية مع تصعيد عسكري أمريكي في البحر الكاريبي، شمل نشر سفن حربية وطائرات هجومية ومعدات استخباراتية في إطار ما وصفته واشنطن بـ"الحرب على تهريب المخدرات".
لكن يرى المراقبون أن هذه التحركات كانت تهدف بالأساس إلى زيادة الضغط على نظام مادورو، الذي تتهمه الولايات المتحدة بإدارة شبكة تهريب دولية.
وأسفرت العمليات الأمريكية عن 13 غارة جوية، كما أسفرت عن مقتل عشرات الأشخاص؛ ما يعكس تداخل العمل العسكري مع الجهود الاستخباراتية في استراتيجية موحدة لزعزعة استقرار النظام الفنزويلي.
ورغم فشل خطة استدراج مادورو، فإنها تكشف حجم المخاطرة التي تتبناها واشنطن في صراعها مع كراكاس؛ فبينما تضاعف الضغوط الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية، تتزايد احتمالات أن يؤدي أي سوء تقدير إلى مواجهة إقليمية مفتوحة، خصوصا مع تمركز القوات الأمريكية على مقربة من السواحل الفنزويلية.
ويرى محللون أن واشنطن قد تلجأ إلى مرحلة جديدة من العمل الاستخباراتي في ظل استمرار دعم روسيا والصين لمادورو؛ ما يجعل فنزويلا ساحة محتملة لصراع نفوذ دولي متجدد.
تعكس محاولة واشنطن الفاشلة للإيقاع بمادورو تراجع قدرتها على فرض إرادتها في أمريكا اللاتينية، وهي منطقة طالما اعتبرتها مجالا حيويا لنفوذها.
فمع تنامي الحضور الروسي والصيني في فنزويلا، واستمرار مادورو في تحدي العقوبات والعزلة الدولية، تبدو الولايات المتحدة عاجزة عن تحقيق اختراق حقيقي رغم الجمع بين الضغوط الاقتصادية والعسكرية والاستخباراتية.
ويُظهر هذا الفشل تحوّل ميزان القوة في "الفناء الخلفي الأمريكي"، حيث باتت أدوات القوة الصلبة وحدها غير كافية لفرض التغيير السياسي، في وقت تتجه فيه المنطقة نحو اصطفافات جديدة تُضعف الهيمنة التقليدية لواشنطن.