دعت السلطات الإسبانية، اليوم الأحد، إلى التهدئة بعد موجة جديدة من أعمال العنف المناهضة للمهاجرين التي اندلعت في بلدة تورّي باتشيكو الواقعة في منطقة مورسيا جنوب شرقي البلاد، على خلفية اعتداء عنيف تعرّض له رجل مسنّ على يد 3 شبان يُعتقد أنهم من أصول مغاربية، ولا يزالون فارّين من قبضة الشرطة.
وذكرت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية أن البلدة شهدت ليل السبت إلى الأحد ثاني ليلة من الاضطرابات المتواصلة، على الرغم من الانتشار الأمني المكثف في المدينة.
وأفادت تقارير محلية بأن مجموعات من الأشخاص المسلحين بالعصي جابت الشوارع بحثًا عن مهاجرين، ما أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص، وجرى اعتقال شخص واحد على الأقل.
من جهته، قال رئيس منطقة مورسيا، فرناندو لوبيز ميراس، في منشور على منصة "إكس": "يجب أن تعود تورّي باتشيكو إلى طبيعتها... أتفهم الغضب، لكن لا شيء يبرر العنف". وأضاف أن "الاعتداء الذي تعرّض له هذا المواطن لن يمرّ دون عقاب".
بدوره، دعا عمدة المدينة، بيدرو أنخل روكا تيرنيل، في تصريح لتلفزيون RTVE الرسمي، إلى عدم الخلط بين الجناة وبقية أفراد الجالية المهاجرة، مشددًا على أن "هؤلاء جاؤوا من أجل العمل، وليس جميعهم مسؤولين عن هذا الفعل".
واندلعت أعمال العنف عقب تداول مقطع فيديو يُظهر لحظة الاعتداء على المتقاعد، المدعو دومينغو، والذي صرّح لوسائل إعلام إسبانية أنه تعرّض لهجوم مفاجئ من قبل ثلاثة شبّان، دون سابق إنذار، أثناء سيره في الشارع فجر الأربعاء الماضي.
وكانت البلدية قد نظّمت تجمعًا احتجاجيًا يوم الجمعة للتعبير عن التضامن مع الضحية، غير أن التظاهرة انزلقت نحو الفوضى بعد أن تسللت إليها مجموعات من اليمين المتطرف، ورددت شعارات معادية للمهاجرين.
وفي تطور خطير، دعت مجموعة يمينية متطرفة عبر تطبيق "تليغرام" إلى ما وصفته بـ"مطاردة" الأشخاص من أصول مغاربية، مُهددة بأن "أي مغاربي لا يتعاون في كشف هوية المعتدين سيُعتبر شريكًا وسيدفع الثمن".
من جانبها، أدانت وزيرة الشباب الإسبانية، سيرا ريغو، المنتمية لحزب "سومار" اليساري، ما وصفته بـ"الاضطهاد العنصري ضد المهاجرين في تورّي باتشيكو"، مشيرة إلى أن "اليمين المتطرف يقف وراء التحريض على أعمال الشغب والعنف".
وتواصل التحقيق في ملابسات الاعتداء وأعمال العنف المصاحبة له، وسط دعوات متواصلة لضبط النفس والحفاظ على السلم الأهلي في المنطقة.