استقال رئيس وزراء نيبال، كيه بي شارما أولي، يوم الثلاثاء، بعد احتجاجات ضخمة قادها طلاب وشباب اقتحموا البرلمان احتجاجًا على حظر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتكشف التقارير أن سودان جورونج، البالغ من العمر 38 عامًا، يقف خلف هذه الحركة، كقائد لمنظمة "هامي نيبال"، التي كانت وراء احتجاجات جيل زد وتحولت إلى أعمال عنف أودت بحياة 22 شخصًا وأصابت أكثر من 400 آخرين، بحسب قناة "إنديا توداي".
عمل جورونج قبل تأسيس "هامي نيبال"، في إدارة الفعاليات وكان منسق موسيقى ومالك ملهى ليلي باسم "OMG"؛ لكن زلزال نيبال عام 2015، الذي أودى بحياة حوالي 9000 شخص، من بينهم ابنه الصغير، غيّر مساره.

واستخدم جورونج وسائل التواصل الاجتماعي لدعوة المتطوعين للمساعدة في جهود الإغاثة، واستجاب له نحو 200 شخص.
أسس جورونج بعد ذلك منظمة "هامي نيبال"، التي ركزت على مبادرات الطوارئ ومشاريع إعادة التأهيل بعد الكوارث الطبيعية.
كما لعبت المنظمة دورًا نشطًا أثناء تفشي فيروس كورونا عام 2019، وقدمت مساعدات حتى تركيا عقب الزلازل.
قاد جورونج أيضًا احتجاجات سابقة مثل مخيم غوبا في داران، لرفع الوعي حول الشفافية في الخدمات الطبية.
دعا جورونج ومنظمته إلى احتجاجات سلمية ضد الحكومة بسبب حظر 26 منصة تواصل اجتماعي، بما في ذلك فيسبوك وإنستغرام وواتساب ويوتيوب وإكس.
واستخدمت المنظمة "إنستغرام" و"ديسكورد" لتوجيه الشباب إلى التجمّع في مايتغار ماندالا في 8 سبتمبر، ونشرت مقاطع بعنوان "كيفية الاحتجاج" لحث الطلاب على المشاركة بزيّهم الرسمي وحقائبهم كرمز سلمي للمعارضة.
واقتحم آلاف المتظاهرين العاصمة كاتماندو أمس الاثنين، متحدين الحظر الحكومي باستخدام شبكات VPN وتطبيقات مشفرة، رغم إغلاق 26 منصة تواصل.
وتحولت الاحتجاجات السلمية إلى أعمال عنف نتيجة الغضب من الفساد والبطالة وانتشار التفاوت الاقتصادي، لتصبح أكبر حركة شبابية في البلاد منذ سنوات.
وتأثر جورونج بشكل شخصي بالكوارث الطبيعية، بما في ذلك فقدانه لطفله في زلزال 2015، مما دفعه إلى دعم الآخرين والمشاركة في جهود الإغاثة.
ومع تصاعد الاحتجاجات، أطلقت حملة "نيبو كيد" على نطاق واسع، لتجمع "جيل Z" حول مطالب التغيير الجذري للحكومة.
واستخدم جورونج التكنولوجيا الرقمية للتواصل مع الشباب وإيصال رسالة واضحة: الضغط على الحكومة ومكافحة الفساد وتعزيز الشفافية.
تحول الاحتجاج من حظر مواقع التواصل الاجتماعي إلى حركة جماهيرية واسعة، بقيادة جورونج، مؤكدًا أن "جيل Z" لم يعد مستعدًا للصمت، وأنه أصبح قوة فاعلة قادرة على قلب موازين السلطة في نيبال.