رغم العقوبات الدولية وتصنيفه على قوائم الإرهاب عام 2025، لا يزال جيمي شيريزييه أخطر رجل عصابات في هايتي يحتفظ بنفوذ كبير داخل بلاده، ويُعد الوجه الأبرز للعنف المنظم فيها، جامعًا بين دور القائد الشعبي لدى بعض الأحياء، وزعيم شبكة مسلحة تتحكم بمفاصل أمنية واقتصادية حساسة في البلاد.
يُعد جيمي شيريزييه، الملقب بـ"باربكيو"، أحد أبرز قادة العصابات وأكثرهم نفوذًا في هايتي، وقائد التحالف المسلح المعروف باسم "أسرة G9 وحلفاؤها".
وأصدرت الأمم المتحدة والسفارات الأجنبية تعليمات عاجلة لموظفيها بالبقاء داخل منازلهم وعدم الخروج إلى شوارع العاصمة بورت أو برانس أمس الاثنين، بعد انتشار تهديدات "باربكيو" العلنية، في حين ألغت الشرطة الوطنية جميع إجازات أفرادها حتى إشعار آخر، وسط حملة أمنية مشتركة تتصدى لسيطرة العصابات على المدينة.
وظهر جيمي شيريزييه – المعروف بلقب "باربكيو"، زعيم تحالف العصابات "G-9" – وهو يحث السكان على البقاء في منازلهم يوم 17 نوفمبر لتجنب الوقوع ضحايا للعنف.
وقال شيريزييه: "من لا يحتاج إلى الخروج، فليبقَ في المنزل. اتركوا الشوارع لـ(فيف أنسانم) والشرطة حتى نواجههم".
برز اسم "باربكيو" بقوة منذ عام 2020، بعدما تمكن التحالف من بسط سيطرته على أجزاء واسعة من العاصمة بورت أو برانس، ليصبح لاعبًا محوريًا في مشهد العنف والانهيار الأمني في البلاد.
بدأ "باربكيو" مسيرته كضابط في الشرطة الوطنية الهايتية، لكنه فُصل من الخدمة عام 2018 بعد اتهامه بالتورط في عمليات قتل خارج نطاق القانون.
سرعان ما تحوّل إلى قيادة هجمات دامية، أبرزها مجزرة لا سالين في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، حيث تشير التقارير إلى أنه خطط وشارك في هجوم أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 71 مدنيًا، وتدمير أكثر من 400 منزل، واغتصاب 7 نساء على الأقل.
وبين عامي 2018 و2019، قاد هجمات منسقة وعنيفة في أحياء عدة من العاصمة.
وفي مايو/ أيار 2020، قاد "باربكيو" هجومًا استمر 5 أيام في عدة أحياء ببورت أو برانس، قُتل فيه مدنيون وأحرقت منازل، ما شكّل تمهيدًا لإعلان تحالف G9 الذي قدمه كقوة لاستعادة النظام، فيما كانت منظمات حقوقية توثّق دوره في القمع والسيطرة على الإتاوات ومسارات توزيع الوقود.
اتهمته الأمم المتحدة والولايات المتحدة بارتكاب أعمال تهدد السلام والأمن والاستقرار في هايتي، وبالتخطيط أو التوجيه أو المشاركة في تجاوزات خطيرة لحقوق الإنسان.
ومنذ أكتوبر/ تشرين الأول 2022، قاد "باربكيو" حصارًا لمحطة فارو أكبر محطات الوقود في البلاد، مانعًا نقل الوقود ومساهمًا مباشرة في شلل اقتصادي وأزمة إنسانية خانقة.
وفي السنوات التالية، وسّع جيمي شيريزييه طموحاته السياسية، فأسس في 2023 تحالف "فيف أنسانم" الذي جمع خصومًا سابقين تحت مظلة واحدة لإسقاط الحكومة.
تمكّن التحالف عبر هجمات منسقة من تعطيل الموانئ والمطارات، ودفع رئيس الوزراء أرييل هنري إلى الاستقالة.
ورغم انتشار بعثة الأمن متعددة الجنسيات (MSS) عام 2024 وتعرضه لانتكاسات ميدانية، ظل "باربكيو" لاعبًا أساسيًا قادرًا على تحريك العصابات وتهديد مؤسسات الدولة.