يبدو أن نتائج الاستفتاء الذي أُجري في جمهورية الغابون، أمس السبت، لاعتماد دستور جديد، قد تحقق بالفعل لصالح رئيس الفترة الانتقالية بريس كلوتير أوليغي نغويما، الذي جاء بانقلاب قبل عام، بينما السؤال الحقيقي يكمن في نسب المشاركة وعدد الناخبين الذين ذهبوا لصناديق الاقتراع، بحسب مجلة "جون أفريك".
ونظمت الغابون، السبت، استفتاءً بشأن تبني دستور جديد، بعد أكثر من عام على إطاحة جنود متمردين برئيس البلاد، الذي حكم فترةً طويلة، والاستيلاء على السلطة، في الدولة الغنية بالنفط، التي تقع غربي أفريقيا.
وبحسب تقرير "جون أفريك" الفرنسية، ستتم مراقبة نسب المشاركة من كثب، فإن كان هناك إقبال قليل على التصويت، فستكون إشارة إلى دعم واسع لرئيس الفترة الانتقالية بريس كلوتير أوليغي نغويما الذي أطاح بابن عمّه الرئيس الغابوني السابق علي بونغو، بعد فوزه في الانتخابات العامة الغابونية في انقلاب عسكري في 30 أغسطس \ آب 2023.
وإذا كانت هناك نسبة عالية من الامتناع، فقد تثير تساؤلات حول شرعية الإصلاح، وفق المجلة.
وتحتاج مسودة الدستور، الذي يقترح تغييرات شاملة يمكن أن تمنع حكم الأسرة، لأكثر من 50% من الأصوات ليتم تبنيه.
ووفقا للتقرير، قامت السلطات الغابونية بحملة مكثفة لصالح حملة "نعم" لتعديل الدستور.
وتم نشر متطوعين في جميع أنحاء البلاد؛ للترويج لمزايا الإصلاح، التي ترى فيه الحكومة تعزيزًا لصلاحيات البرلمان، و"يحظر المثلية الجنسية مدى الحياة"، مع التأكيد على الهوية الوطنية.
وأوضح تقرير المجلة أنه رغم هذه الحملة، أعرب بعض المعارضين عن تحفظاتهم، من بينهم رئيس الحكومة السابق ألين كلود بيلي-بي-نزي، على مضامين حملة "نعم"، لا سيما فيما يتعلق بمفهوم "الغابونيين من الأصل"، والشروط المعدلة للترشح للانتخابات.
وأشار التقرير إلى أنه قبل أيام من الاستفتاء، كان الحماس واضحًا في أحياء ليبرفيل عاصمة الغابون وما حولها، حيث استمر المسؤولون عن حملة "نعم" في التوضيح للمواطنين عن أهمية التعديلات الدستورية، رغم غزارة الأمطار، مع التركيز على قيم التربية والتقارب.
ومن جانبهم، حصل المعارضون على مساحة إعلامية ضئيلة، وكانت النقاشات حول الإصلاح قصيرة.
وبالنسبة للبعض، مثل المرشح الرئاسي السابق مايك جكتان، فإنه يرى أن "نعم" تعبّر أكثر عن دعم أوليغي نغويما، عن كونها موافقة حقيقية على التعديلات الدستورية.
وأشار آخرون إلى أن الوقت المتاح لإعلام السكان كان قصيرًا جدًا لنقاش حقيقي حول قضايا الاستفتاء.
ولا يزال الاستفتاء السابق في عام 1995، الذي شهد نسبة مشاركة بلغت 63.5٪ و"نعم"بنسبة 96.5٪، في الذاكرة.
وختم التقرير متسائلا: هل يأمل بريس كلوتير أوليغي نغويما في إعادة تحقيق هذا النجاح التاريخي؟.
يذكر أنه في عام 2023 أطاح جنود برئيس الغابون الذي حكم البلاد فترة طويلة، علي بونغو أونديمبا، ووضعوه قيد الإقامة الجبرية، متهمين إياه بالفساد والاختلاس والمخاطرة بدفع البلاد نحو الفوضى.
وأطلق المجلس العسكري الحاكم سراح أونديمبا بعد ذلك بأسبوع، لأسباب إنسانية، مما سمح له بالسفر إلى الخارج للعلاج.
وأعلن الجنود تنصيب قائد الحرس الجمهوري، الجنرال بريس كلوتير أوليجي نغويما، رئيسا للجنة الانتقالية لقيادة البلاد.