رغم تبقي أكثر من عامين على الانتخابات الرئاسية المقبلة في كينيا، توضحت بالفعل خطوط المعركة الانتخابية، وسط حراك شبابي قد يغير المشهد السياسي في البلاد.
ويسعى المتنافسون التقليديون على الرئاسة إلى بناء تحالفات جديدة، فيما يعلن الطامحون الجدد عن اهتمامهم بتحدي الحرس القديم، في الانتخابات الرئاسية المقررة في 2027.
في بلد لا تتوقف فيه الحملات الانتخابية، فإن النشاط السياسي المتزايد وإعادة التنظيمات ليسا أمرا مفاجئا.
وفي خضم هذه التحركات تتبلور ملامح الصراع بين الرئيس الحالي، وليام روتو، والمعارضة التي يقودها نائبه السابق ريغاثي غاتشاجوا.
كما صعدت مجموعة شبابية حازمة من النشطاء الساعين إلى نزع الشرعية عن الطبقة السياسية الحالية، من خلال نشاطات عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل إكس وواتساب وتيك توك.
وأدى ذلك إلى تكهنات بأن عددًا كبيرًا من الناخبين قد يعطون الأولوية للقضايا والملفات الحيوية على الانتماءات الحزبية والعرقية في الانتخابات المقبلة.
وفي هذا السياق، يرى الأكاديمي والمهتم بقضايا الشباب بينسون، أن صعود جيل الشباب يمثل تحولاً هاماً في الديناميكيات الانتخابية.
وأشار في حديثة لـ "إرم نيوز" إلى أن هذا الجيل، بوعيه الرقمي ونشاطه المتزايد، يعيد تشكيل المشهد السياسي، وهو ما يخلق فرصًا غير مسبوقة للشباب للتعبير عن طموحاتهم والمساهمة في بناء مستقبل أفضل مع التأكيد على أهمية الالتزام بالقوانين واللوائح المنظمة للعملية الانتخابية.
وتستعد كينيا للانتخابات العامة لعام 2027 وسط تقديرات من الهيئة المستقلة للانتخابات بأنها ستتكلف 61 مليار شلن كيني (472 مليون دولار)، ما يجعلها ربما الأعلى تكلفة في تاريخ البلاد.
ووفقًا لنائب الرئيس التنفيذي للهيئة، أوباديا كيتان، سيتم توزيع هذا المبلغ على ثلاث سنوات مالية تبدأ من 2025/26.
وفي الوقت نفسه، قالت الهيئة الانتخابية إن حوالي 45,352 جهازًا من أجهزة نظام إدارة الانتخابات المتكامل في كينيا التي تستخدمها الهيئة لالتقاط صور الوجه وبصمات الأصابع والبيانات المدنية للناخبين إلكترونيًا، تحتاج إلى استبدال.
ويرى المحلل السياسي الكيني، هانسن هيبسون، أن تأييد رايلا أودينجا المحتمل للرئيس روتو في انتخابات 2027 يحمل في طياته فرصًا وتحديات.
وأفاد هيبسون "إرم نيوز" بأن هذا التأييد قد يعزز مكانة روتو كزعيم يوحد مختلف الأطياف السياسية في البلاد.
وأوضح أن هذه الخطوة قد لا تلقى ترحيبًا من جميع الأطراف، خاصةً بين أنصار حركة "الكادحين" الذين قد يرون فيها خروجًا عن مبادئ الحركة المناهضة للمؤسسة.
وذكر أن هذا التحالف قد يُنظر إليه على أنه تنازل عن المبادئ من أجل تحقيق مكاسب سياسية.