ندّد السفير الأمريكي لدى فرنسا تشارلز كوشنر، اليوم الأحد بعدم اتخاذ الرئيس إيمانويل ماكرون "إجراءات كافية" لمكافحة معاداة السامية، مكرراً انتقادات وجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأعرب السفير في رسالة إلى ماكرون اطلعت عليها وكالة "فرانس برس"، عن "قلقه العميق إزاء تصاعد معاداة السامية في فرنسا وعدم اتخاذ الحكومة إجراءات كافية لمكافحتها".
وتأتي هذه الانتقادات بعد أيام من هجوم شديد شنّه نتنياهو على الرئيس ماكرون متهماً إياه بـ"صب الزيت على نار معاداة السامية" عبر دعوته إلى الاعتراف بدولة فلسطين.
واستنكرت الرئاسة الفرنسية تصريحات نتنياهو، وقالت في بيان إن الربط بين قرار فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين في شهر أيلول/سبتمبر المُقبل وتأجيج أعمال العنف المعادي للسامية "مبني على مغالطات، ودنيء ولن يمرّ بدون رد".
وفي رسالته استعاد السفير الأمريكي حجة نتنياهو، حيثُ قال كوشنر، وهو والد جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن "تصريحات تُشوّه سمعة إسرائيل، وتحركات تُقرّ بدولة فلسطينية، تُشجّع المتطرفين، وتُؤجّج العنف، وتُعرّض الهوية اليهودية في فرنسا للخطر".
وأضاف "اليوم، لم يعد هناك مجال للمراوغة: معاداة الصهيونية هي معاداة للسامية، نقطة".
وبحسب السفير "لا يمر يوم في فرنسا من دون أن يُعتدى على يهود في الشوارع، وتُلحق أضرار بمعابد يهودية ومدارس، وتُخرّب شركات مملوكة ليهود" وفق تعبيره.
وأضاف: "تشير وزارة الداخلية في حكومتكم إلى أن دور حضانة استُهدفت بهجمات معادية للسامية"، معربًا عن غضبه من أن "نحو نصف الشباب الفرنسيين يقولون إنهم لم يسمعوا قط عن المحرقة".
وتابع أن "استمرار هذا الجهل يدفعنا إلى التشكيك في المناهج الدراسية في المدارس الفرنسية" بحسب تعبيره.
وأشاد السفير الأمريكي بإجراءات ترامب في هذا المجال وقدرته على "مكافحة معاداة السامية، طالما أن قادتنا لديهم الإرادة للتحرك"، وحض الرئيس الفرنسي على "التصرف بحزم".
وكان ماكرون أعلن أواخر شهر تموز/يوليو الماضي، أن باريس ستعترف بدولة فلسطين في شهر أيلول/سبتمبر المُقبل، في خطوة أثارت غضب إسرائيل.
وإثر ذلك، أعلنت دول عدة عزمها الاعتراف بدولة فلسطين في شهر أيلول/سبتمبر المُقبل، من بينها كندا وأستراليا وأندورا وفنلندا وأيسلندا وأيرلندا ولوكسمبورغ ومالطا ونيوزيلندا والنرويج والبرتغال وسان مارينو وسلوفينيا.