كشفت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، عبر مذكراتها المنتظرة التي تحمل عنوان "الحرية"، تفاصيل غير مريحة عن لقائها الأول بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في البيت الأبيض العام 2017.
ونشرت صحيفة "دي تسايت" الألمانية الأسبوعية مقتطفات من هذه المذكرات، التي تسلط الضوء على اللقاء الذي بدا أنه حمل الكثير من التوتر والرسائل الخفية.
رفض المصافحة والإذلال العلني
وفقًا لما ورد في المذكرات، أشارت ميركل إلى أن ترامب رفض مصافحتها أمام الكاميرات في المكتب البيضاوي خلال اجتماعهما الأول، رغم أنها همست في أذنه مقترحة أن يقوم بذلك.
وأوضحت أنها أدركت، لاحقًا، أن هذا التصرف لم يكن عفويًا، بل مقصودًا لإحراجها وإذلالها أمام الجمهور.
وقالت ميركل: "لقد كان مدركًا تمامًا لما فعله، إذ أراد أن يعطي الناس مشهدًا يتحدثون عنه".
رؤية ترامب وشخصيته
كما تناولت ميركل انطباعها عن ترامب بعد اللقاء، مشيرة إلى أنه يتعامل مع السياسة كأنها صفقة تجارية تعتمد على مبدأ الربح والخسارة.
وذكرت: "بالنسبة له، نجاح أي دولة أخرى يعني خسارة للولايات المتحدة".
وأضافت أن "ترامب بدا مفتونًا بشخصيات سلطوية، مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، وهو ما وصفته بأنه يعكس طبيعته "المحبة للطغاة".
استهدافها في الحملة الانتخابية
لم تقتصر العلاقة المتوترة بين ميركل وترامب على اللقاءات الرسمية، بل امتدت إلى الحملات الانتخابية. ففي العام 2016، استهدف ترامب ميركل بشكل مباشر، منتقدًا سياستها تجاه اللاجئين، وزاعمًا أن استقبالها لأكثر من مليون لاجئ دمر ألمانيا.
كما اتهمها بسياسات تجارية غير عادلة، وبالاعتماد على الإنفاق العسكري الأمريكي داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو).
تصريحات ترامب عن ميركل لاحقًا
ورغم مغادرتها السلطة، استمر ترامب في الحديث عن ميركل خلال حملته الانتخابية الأخيرة، مشيرًا إلى خلافاتهما حول الإنفاق الدفاعي داخل الناتو. وقال أمام حشد في ولاية بنسلفانيا: "قلت لأنجيلا... أنجيلا، أنت لم تدفعي"، في إشارة إلى مطالبة ألمانيا بتحمل نفقات أكبر داخل الحلف.
ومن المقرر أن تصدر مذكرات ميركل، يوم الثلاثاء المقبل، حيث تسلط الضوء على نشأتها في ألمانيا الشرقية الشيوعية، وصعودها داخل حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، فضلاً عن سنواتها الـ16 في السلطة التي عُرفت خلالها بـ"ملكة أوروبا".