ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
تصاعدت التوترات في بحر الصين الجنوبي بعد حادثةٍ جوية وقعت يوم الأحد بين طائرة أسترالية من طراز P-8A Poseidon ومقاتلة صينية Su-35 تابعة للجيش الشعبي الصيني.
وبحسب "ساوث تشاينا مورنينغ بوست"، أصدرت القيادة الجوية للمنطقة الجنوبية للجيش الصيني بيانًا أكدت فيه أن الطائرة الأسترالية اخترقت المجال الجوي الصيني بشكل غير قانوني، وأن القوات الصينية اتخذت إجراءات لتتبعها ومراقبتها وإصدار تحذيرات لإبعادها.
من جهته أوضح العقيد لي جيانجيان أن الهدف هو الدفاع عن السيادة والأمن الوطني وحفظ الاستقرار الإقليمي، محذرًا من استمرار ما وصفه بـ"الاستفزازات" الأسترالية.
من جانبها، أدانت وزارة الدفاع الأسترالية المناورات الصينية، واصفةً إياها بأنها "غير آمنة وغير احترافية" بعد أن أطلقت الطائرة الصينية طلقات مضيئة قرب الطائرة الأسترالية؛ ما شكل خطرًا على الطاقم وسلامة الطائرة، وأكدت الوزارة أن طائراتها البحرية تنفذ مهام مراقبة في المنطقة منذ عقود وفقًا للقانون الدولي، وأن أستراليا تتوقع من جميع الدول، بما في ذلك الصين، التعامل مع القوات العسكرية بطريقة آمنة ومهنية.
وشدد وزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارليس على أن حرية الملاحة في البحر والجو تعتبر أمرًا أساسيًا لمصالح كانبيرا الوطنية، مشيرًا إلى أن أغلبية تجارة بلاده تمر عبر بحر الصين الجنوبي.
وكشف خبراء أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها؛ فقد أطلقت طائرات صينية في فبراير الماضي طلقات مضيئة بالقرب من طائرتين أستراليتين، كما تم اعتراض مروحية أسترالية من طراز Seahawk في مايو 2024 بالمنطقة نفسها.
وترفض الصين الاعتراف بالحكم الصادر عن محكمة دولية عام 2016 الذي ألغى مطالباتها الشاملة في بحر الصين الجنوبي، وتطالب بحماية ما تصفه بسيادتها على جزر Paracel (Xisha) ومناطق بحرية مجاورة.
ويرى مراقبون أن هذه الحوادث تأتي في ظل جهود الولايات المتحدة وحلفائها، بما في ذلك أستراليا، لإجراء تدريبات لحرية الملاحة في المياه والمجال الجوي الدولي، خصوصًا أن طائرات P-8A، المستندة إلى طائرة بوينغ 737، مصممة لمهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع البحري، ويمكن تجهيزها بقدرات مضادة للغواصات؛ ما يجعلها جزءًا أساسيًا من عمليات المراقبة المستمرة في المنطقة.
غير أن الحوادث الأخيرة تشير إلى تصاعد المواجهة بين كانبيرا وبكين في واحدة من أكثر المناطق البحرية حساسية في العالم، حيث تتقاطع مصالح الأمن الوطني، والسيادة البحرية، وحرية الملاحة، مع وجود موارد طبيعية غنية تثير المنافسة الإقليمية والدولية.
وبينما تحذر الصين من أي "استفزاز"، تؤكد أستراليا التزامها بالمهام البحرية الدولية؛ ما يعكس استمرار حالة من التوتر الدائم قد تتكرر مع أي تحركات مماثلة في المستقبل.