رئيس وزراء أستراليا: الحكومة ستتبنى إصلاحات للقضاء على الكراهية والتطرف

logo
العالم

التحالف الأمريكي-الأسترالي يهتز.. كانبيرا تعيد مراجعة "كلفة الولاء" لواشنطن

خريطة أسترالياالمصدر: مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)

حذّر تقرير حديثٌ من أن النهج "المتقلب" لولاية ترامب الثانية أضعف التحالف الأمريكي-الأسترالي، ودفع دول المنطقة إلى الاقتراب أكثر من الصين، بينما تكافح حكومة رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، لتقليل الأضرار دون الإضرار بعلاقاتها مع واشنطن.

وكشف التقرير الذي نشره مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)، أن الولايات المتحدة بدأت تفقِد ما وصفه بـ"السلطة الأخلاقية" والنفوذ التقليدي لها في منطقة المحيط الهادئ؛ نتيجة سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القائمة على النهج التجاري الصِّرف، وتقليص المساعدات الخارجية، وإدارة التحالفات بعقلية الصفقات لا المبادئ.

أخبار ذات علاقة

تعاون مرتقب بين واشنطن ولندن وكانبيرا لتطوير أسلحة فرط صوتية‎‎

 وبحسب التقرير، فإن أستراليا تجد نفسها عالقةً بين التزامات التحالف مع الولايات المتحدة وبين ضغوط داخلية اقتصادية وشعبية تتزايد ضد واشنطن، خاصة بعد فرض رسوم تجارية جديدة ومراجعة وزارة الدفاع الأمريكية لاتفاق الغواصات النووية (AUKUS).

ويرى التقرير أن واشنطن باتت "قوة بلا مسؤولية أخلاقية كافية"، وأن حلفاءها يُجبرون على اتخاذ قرارات لإرضاء ترامب وتجنب ردوده غير المتوقعة، حتى لو كان ذلك على حساب مصالحهم الوطنية أو التنسيق الإقليمي.

وأشار التقرير إلى أن سياسات "أمريكا أولاً" التي رفعها ترامب منذ وصوله إلى الحكم في نوفمبر الماضي، تترجم في الخارج إلى معادلة جديدة تعتبر الحلفاء عبئًا لا أصلًا للقوة، وهذه المقاربة، وفق الباحث فيكتور تشا، تمنح بكين هامشًا أوسع للتحرك في المحيط الهادئ، وتُضعف الروابط التقليدية التي بُنيت عليها الهيمنة الأمريكية في المنطقة لعقود.

أخبار ذات علاقة

بيونغ يانغ تحذر من سباق تسلح نووي بسبب صفقة الغواصات بين واشنطن وكانبيرا

 وكشف مراقبون أن بعض دول المحيط الهادئ بدأت بالفعل تنتهج سياسة الموازنة المزدوجة بين الغرب والصين؛ خشية الاعتماد المفرط على واشنطن، ما يتيح لبكين توسيع نفوذها الاقتصادي والسياسي في جزر كانت تُعد تاريخيًّا ضمن المجال الأمريكي-الأسترالي.

ألبانيزي في اختبار دبلوماسي صعب

وفي ظل هذه التحولات، يستعد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي لزيارة البيت الأبيض في 20 أكتوبر، وسط تراجع ثقة الرأي العام الأسترالي بواشنطن، وتعثُّر محاولاته الأخيرة لتوقيع اتفاقات أمنية مع فانواتو وبابوا غينيا الجديدة.

ويقدّم التقرير "دليلًا دبلوماسيًّا" غير مباشر لقادة الحلفاء في كيفية التعامل مع ترامب، مشيرًا إلى أن أنجح طرق التعامل معه هي الإطراء، وتقديم إنجازات رمزية جاهزة للتصوير، وتجنب الخلافات الجوهرية أمام الإعلام، في تلميح واضح إلى طغيان "الشكل على المضمون" في إدارة العلاقات الخارجية الأمريكية.

تناقض السياسات... وتآكل الثقة

كما لاحظ التقرير أن التناقض بين سياسات واشنطن الاقتصادية والدفاعية تجاه الصين يخلق حالة من الضبابية بين الحلفاء، ويصعّب على أستراليا تحديد دورها في سدّ الفراغات التي تتركها الولايات المتحدة في المنطقة.

وخلص التقرير إلى أن تراجع الثقة بواشنطن لا يهدد تحالفها مع كانبيرا فحسب، بل يضعف قدرة الولايات المتحدة على قيادة النظام الإقليمي في المحيطين الهندي والهادئ، ويمنح الصين فرصة لتثبيت نفوذها بهدوء في ظل انشغال واشنطن بخلافاتها الداخلية.

وعكس التقرير تحولًا استراتيجيًّا في ميزان القوة المعنوية في المحيط الهادئ؛ بينما تمارس واشنطن القوة بلا رؤية أخلاقية واضحة، تستثمر بكين في الدبلوماسية الهادئة والمساعدات الاقتصادية لتكسب القلوب والعقول، في مشهد يعيد رسم خريطة النفوذ بين القوتين العظميين.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC