أثارت أحاديث رموز النظام الإيراني عن تسخير إسرائيل لجيوش من الجن والشياطين أزمة سياسية داخلية، إلى جانب موجات من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي العبرية.
وانضم رئيس تحرير صحيفة "جوان" التابعة للحرس الثوري الإيراني، عبد الله غانجي، إلى المرشد الأعلى علي خامنئي، متهمًا إسرائيل بتسخير مثل هذه الجيوش التخيلية لمساعدتها في حروبها، وفقًا لما ذكرته القناة 14 العبرية.
وكتب عبد الله غانجي، على شبكة التواصل الاجتماعي "إكس": "بعد الحرب الأخيرة، تم العثور على صفحات تحتوي على تمائم ورموز يهودية في شوارع طهران"، في إشارة إلى استمرار أحاديث مشاركة الجن والشياطين لصالح إسرائيل في حروبها ضد إيران.
وتشير القناة العبرية إلى أن كلمات غانجي تُذكّر بتصريحات المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي زعم فيها أن "الدول المعادية وأجهزة الاستخبارات الغربية واليهودية تستخدم الجن للتجسس".
وقال خامنئي، في خطاب العام 2020، إن "هناك جنًا يعملون ضد إيران".
وليس غانجي الوحيد الذي يعتقد بذلك، وفق التقرير العبري؛ إذ أعرب كبار رجال الدين أيضًا عن آراء مماثلة. ففي أكتوبر/تشرين الأول 2024، قال حجة الإسلام مهدي كرمي في مقابلة تلفزيونية: "نظرًا لتاريخ الصهاينة في استعباد الجن، فإن العديد من مهماتهم تُنفذ من خلالهم، والشياطين جيشهم السري."
كما زعم عالم القرآن الكريم، ولي الله ناجي بورفر، أن إيران أحبطت محاولات تسلل إسرائيلية باستخدام الجن، الذين يُعتقد أنهم مخلوقات خارقة للطبيعة، مخلوقة من نار، قادرة على تغيير شكلها، والتأثير على البشر، وحتى العمل كجواسيس.
وقد أثارت تصريحات غانجي انتقادات لاذعة وسخرية في كل من إيران وإسرائيل.
وكتب المتحدث السابق باسم الحكومة الإيرانية، عبد الله رمضان زاده، ردًا على ذلك: "عند الحديث عن التمائم اليهودية والجن، في محاولةٍ لصرف الانتباه عن إخفاقات الاستخبارات وسوء الإدارة، يكون إلقاء اللوم على الشياطين أسهل من الاعتراف بالفشل."
واتفق رواد الشبكة العبرية على أن عقليات النظام الإيراني من الطبيعي أن تفكر بهذه الطريقة، وقال آخرون: "ليس الإيرانيون فقط من يفكرون بهذه الطريقة؛ فأغلب أعدائنا يروننا كذلك"، وفق تعبيرهم.
وقال آخرون: "جيوشنا من الأخيار لا الأشرار"، مشيرين إلى أن هناك يهودًا يؤمنون بالتصوف اليهودي الذي لا يبعدهم عن قصص مماثلة للأحاديث الإيرانية، بحسب قولهم.
