أثار ظهور كيم جو-آي، ابنة زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، في بكين قبل عرض "يوم النصر" الذي أقامه الرئيس الصيني شي جين بينغ، تكهنات واسعة حول احتمال كونها الخليفة المستقبلية لوالدها.
ويُعتقد أن جو-آي، التي تُقدر في أوائل سن المراهقة، قد بدأت في لعب دور بارز على الساحة الدولية، ما يعزز النظريات التي تراها أول حاكمة محتملة لكوريا الشمالية منذ تأسيسها عام 1948 على يد جدها الأكبر، كيم إيل سونغ.
ونشرت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية صورًا تُظهر جو-آي وهي تنزل من قطار والدها المدرّع في العاصمة الصينية، حيث استقبلها مسؤولون صينيون. وهذا الظهور يُعد الأول لها على المسرح الدولي، وهو حدث بارز يعكس تصاعد دورها داخل النظام، بحسب تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية.
وعلى الرغم من أن النظام لم يؤكد اسمها أو عمرها علناً، إلا أن جو-آي ليست غريبة عن الأضواء، فقد رافقت والدها في مناسبات رسمية داخل البلاد، مثل إطلاق الصواريخ الباليستية وافتتاح منتجع وونسان كالما.
وبدأت وسائل الإعلام الكورية الشمالية بالإشارة إلى جو-آي على أنها "الابنة المحترمة" منذ ظهورها في إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات عام 2022، ولاحقاً في احتفالات الذكرى السنوية لتأسيس جيش الشعب الكوري. كما أنها كانت حاضرة في أحداث دبلوماسية، مثل حفل أقيم في السفارة الروسية في بيونغ يانغ عام 2024.
ومرات الظهور العامة هذه تعزز من فكرة أنها تُهيأ لتولي دور قيادي، وفقاً لمحللين مثل مايكل مادن من مركز ستيمسون الأمريكي، الذي أشار إلى أن جو-آي تكتسب خبرة عملية في البروتوكول والتفاعل مع القادة الأجانب، مما يعزز مكانتها كمرشحة محتملة للقيادة.
وكان تقرير لوكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية عام 2017، ذكر أن لكيم جونغ أون وزوجته ري سول جو ثلاثة أطفال، بما في ذلك ابنة ولدت عام 2013، يُعتقد أنها جو-آي.
وعلى الرغم من أن كيم جونغ أون نفسه لم يرافق والده في رحلات خارجية خلال فترة تهيئته للقيادة، إلا أن ظهور جو-آي في بكين يُظهر نهجاً مختلفاً في إعدادها.
وبحسب تقرير "الغارديان"، فإن حضورها يعد حدثاً يُشير إلى تشكيل تحالف معادٍ للغرب يعزز من احتمال كونها الوريثة المختارة، رغم الشكوك حول كيفية تقبل النخب العسكرية والحزب الحاكم لفكرة قيادة امرأة للبلاد، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ كوريا الشمالية.
كما أن توقيت انتقال السلطة وآلياته لا يزالان غامضين، خاصة وأن كيم جونغ أون، الذي يُعتقد أنه في الأربعينيات من عمره، يتمتع بصحة جيدة على ما يبدو.
ومع ذلك، فإن التوسع في نطاق ظهور جو-آي العام، من الأحداث العسكرية إلى السياسية والاقتصادية، يُشير إلى أنها تُهيأ بعناية لدور قيادي، مما يجعلها محور اهتمام المراقبين الدوليين، بحسب "الغارديان".