انسحاب وزراء الثنائي الشيعي من جلسة الحكومة اللبنانية قبل مناقشة بند حصر السلاح
سلط تقرير إخباري، الضوء على الضغوط التي تتعرض لها أوكرانيا لإجراء انتخابات، بعد انتهاء ولاية الرئيس فولوديمير زيلينسكي، في ظل مساعي واشنطن لإحلال السلام في الذكرى الثالثة للحرب.
ووفق التقرير الذي نشرته شبكة "آيه بي سي نيوز" الأمريكية، فإن أوكرانيا المدمرة لا تزال تعيش تحت الصلاحيات الاستثنائية الممنوحة للحكومة من أجل دعم حربها الدفاعية والوجودية ضد القوات الروسية الغازية.
وأشارت الشبكة إلى أن هذه الصلاحيات تستخدمها روسيا لتقويض الزعيم الأوكراني في زمن الحرب.
وكان زيلينسكي أعلن الأحكام العرفية في وقت مبكر من صباح 24 فبراير/شباط 2022، في ظل سماء كييف التي كانت لا تزال مغطاة باللون الأسود؛ بسبب دخان الضربات الصاروخية الروسية.
وبموجب الدستور الأوكراني، لا يجوز إجراء الانتخابات - سواء رئاسية أو برلمانية - أثناء سريان الأحكام العرفية.
ومنذ أشهر، تسعى موسكو إلى استغلال الجمود الديمقراطي في أوكرانيا كسلاح.
ويصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحلفاؤه زيلينسكي بأنه غير شرعي؛ وبالتالي غير مناسب للمشاركة في محادثات السلام.
ويبدو الآن أن الرئيس دونالد ترامب يدعم حملة الكرملين، بحسب التقرير.
ويوم الأربعاء، انتقد ترامب نظيره الأوكراني ووصفه بأنه "دكتاتور بلا انتخابات" - مما أثار حالة من الذعر على نطاق واسع؛ بسبب تصريحات ترامب داخل الولايات المتحدة وخاصة بين الحلفاء الأوروبيين.
كما زعم ترامب - دون تقديم أدلة - أن نسبة التأييد العام لزيلينسكي "انخفضت إلى 4٪". وتظهر استطلاعات الرأي الرئيسة الأخيرة أن نسبة التأييد لزيلينسكي تجاوزت 50٪ .
وقال ترامب، إن الضغط من أجل إجراء انتخابات جديدة "ليس أمرا روسيا. هذا أمر صادر عني وعن العديد من البلدان الأخرى أيضا".
ونقلت الشبكة عن مصدر مقرب من الحكومة الأوكرانية - لم يرغب في الكشف عن اسمه؛ لأنه غير مخول له بالتحدث علنًا، إنهم "يعتقدون أن الضغط يأتي من أولئك الذين "يعتقدون أن زيلينسكي، شخصيًّا، يمثل مشكلة؛ لأنه غير متوافق بما فيه الكفاية، ولن يقبل ببساطة أي شيء يقترحونه أو أي شيء يطلبونه".
كان بوتين قال عن زيلينسكي في يناير/كانون الثاني: "يمكنك التفاوض مع أي شخص، ولكن بسبب عدم شرعيته، ليس لديه الحق في التوقيع على أي شيء"، مكررًا ادعاءه الكاذب بأن عدم قدرة أوكرانيا على إجراء انتخابات في عام 2024 يعني أن فترة ولاية الرئيس قد انتهت.
وقال بوتين في مايو/أيار 2024، إن برلمان البلاد ورئيسه "يظلان السلطتين الشرعيتين الوحيدتين في أوكرانيا".
ورفض حلفاء كييف الأجانب ادعاءات الرئيس الروسي، مشيرين إلى الطبيعة الشمولية لحكم الكرملين والمسرح الانتخابي الروسي المُدار بعناية، والذي أبقى بوتين في السلطة لأكثر من عقدين من الزمن.
كما صدَّ القادة الأوروبيون هجمات ترامب على زيلينسكي، حيث أعرب معظم القادة الأوروبيين عن تضامنهم معه، وفق الشبكة الأمريكية.
وعلى سبيل المثال، قال المستشار الألماني أولاف شولتس، إنه "من الخطأ والخطير أن ننكر الشرعية الديمقراطية للرئيس زيلينسكي".
وذكر ئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أنه "من المعقول" عدم إجراء انتخابات في زمن الحرب، وذلك بعد مكالمة هاتفية مع زيلينسكي.
وبحسب التقرير، حشد حلفاء ترامب في الداخل الأمريكي لدعم الرئيس وانتقاد زيلينسكي.
وقال إيلون ماسك، إن ترامب "محق في تجاهل" الرئيس الأوكراني.
وذكر السيناتور ليندسي جراهام للصحفيين: "نحن بحاجة إلى انتخابات في أوكرانيا"، بينما قال السيناتور جوش هاولي أيضًا، إن زيلينسكي "يجب أن يعقد انتخابات".
وبحسب "آيه بي سي نيوز"، حذّر معظم السياسيين والخبراء الأوكرانيين من أن أي مسابقة تقام أثناء الحرب ستكون عرضة للتدخل الروسي، ولا يمكنها ضمان تمثيل الجنود المنتشرين في ساحة المعركة أو اللاجئين النازحين داخليًّا أو في الخارج، وستهدد بزعزعة استقرار الدولة في أضعف لحظاتها.
ونقلت الشبكة عن أوليكساندر ميريزكو، عضو البرلمان الأوكراني عن حزب زيلينسكي ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان، قوله إن بوتين "يريد استخدام حملة انتخابية خلال الحرب لتقويض الاستقرار مع أوكرانيا".
وأضاف ميريزكو أن "بوتين يحاول دفع هذه الرواية من خلال أحد أفراد حاشية ترامب".
ويبدو أن الهجمات الأخيرة التي شنها ترامب على زيلينسكي عززت موقف الأخير السياسي. فقد احتشد الحلفاء والمنافسون على حد سواء حول مكتب الرئيس الأوكراني في أعقاب الانتقادات اللاذعة التي وجهها ترامب إليه.
وكتبت رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو على فيسبوك: "إن الأوكرانيين وحدهم هم من يملكون الحق في تقرير متى وفي أي ظروف ينبغي لهم أن يغيروا حكومتهم. ولن يسمح أي منا بمثل هذه الانتخابات قبل نهاية الحرب. وربما لا يعجب هذا أعداؤنا وحتى حلفاؤنا، ولكنه حقيقة".
وحث سيرغي بريتولا - وهو شخصية سياسية أوكرانية بارزة أخرى - المواطنين على "تجاهل هذا الخطاب واتهامات ترامب بالديكتاتور".
وقال مصدر مقرب من الحكومة الأوكرانية للشبكة، إن "بعض الشخصيات في فلك ترامب تريد استبدال زيلينسكي بخليفة أكثر مرونة، وأقل ميلا إلى مقاومة الجهود الأمريكية المثيرة للجدل لفرض اتفاق سلام".
وأضاف المصدر: "وفقا لمنطقهم فإن المشكلة هنا ليست روسيا أو غزو روسيا لأوكرانيا، بل هي "الحرب المستمرة. ما هي الآلية لتغيير ذلك، وفي رأيهم خلق الظروف لشخص أكثر طاعة في كييف؟ إنها الانتخابات".
وأشار إلى أن فريق ترامب مخطئ في الاعتقاد بأن زيلينسكي يقف على أرضية سياسية غير مستقرة".
وأردف: "إنهم يعملون في ظل كل هذه الافتراضات الخاطئة، أحدها أن إجراء انتخابات في أوكرانيا من شأنه بالضرورة أن يؤدي إلى نجاح مرشح على استعداد للخضوع لأي شيء يطلبه ترامب".
وأضاف المصدر: "لا أعتقد أنهم يفكرون في شخص ما. أعتقد فقط أنهم واثقون من قدرتهم على خلق هذا الفرد بطريقة ما، أو عقد نوع من الصفقات الخاصة مع شخص ما".