رد مسؤول في وزارة الخارجية الإيرانية، الجمعة، على ما ذكره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأنه يرغب في التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع طهران.
وبين المسؤول، مشترطاً عدم ذكر اسمه، أنه "لا يمكن الرهان على المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة".
وقال، لـ"إرم نيوز"، إن "هذه التصريحات الأمريكية وغيرها تشير إلى حالة الضبابية التي تسيطر على مسار استئناف المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة".
وأكد أن البلاد لا تستطيع تعليق آمالها على مفاوضات قد لا تصل إلى نتيجة، وأن على نظام الحكم إعداد خطة بديلة لإدارة البلاد تحت ظلّ العقوبات.
ولفت إلى أن النقاشات الدائرة حول احتمال استئناف المفاوضات مع واشنطن يجب ألّا تُختزل في ثنائية “جيد أو سيّئ”.
وشدد على أن المفاوضات أداة لتحقيق المصالح وليست موقفاً عقائدياً، وأن الكثير من الدول تتفاوض رغم انعدام الثقة بين الأطراف.
وأضاف أن تحويل “رفض التفاوض” إلى قناعة راسخة في الخطاب الداخلي جعل إيران تواجه مشكلات اقتصادية متراكمة.
وأردف: "نقول لا يجب التفاوض مع الولايات المتحدة، لكن هذه المقاربة جعلت الاختلالات الاقتصادية والسياسية تستمر بلا توقف".
وأشار إلى أن تعامل إيران المحدود مع اقتصاد العالم ساهم في تعميق الأزمات، مستشهداً بالقفزات الكبيرة في الأسعار، وقال: "الدولار قفز 50 ألف تومان خلال أشهر، وبلغ 120 ألف تومان، وتضاءلَت موائد الناس بصورة غير مسبوقة".
وبخصوص المفاوضات المحتملة مع أمريكا، قال المسؤول الإيراني، "إن كُلاً من طهران وواشنطن لا ترغبان في تقديم أي تنازل، ما يجعل فرص التوصل إلى اتفاق شبه معدومة"، مستثنياً مرحلة باراك أوباما التي شهدت تغيّراً مكّن من إنجاز الاتفاق النووي عام 2015.
وتابع أنه لا يمكن الاعتماد على اتفاق جديد مع الولايات المتحدة، مضيفاً: "على نظام الحكم أن يمتلك خطة بديلة لإدارة البلاد تحت العقوبات… لأن الناس لم يعودوا قادرين على تحمّل ضغوط إضافية".
وختم بالقول، إن إدارة المرحلة المقبلة تتطلب تخفيف أعباء الداخل مهما كان مصير الحوار مع واشنطن؛ لأن “الاستمرار في الوضع الحالي لم يعد ممكناً”.
ترامب يهدد ويبدي رغبته بالاتفاق
وهدّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، بأن الولايات المتحدة ستوجّه ضربة جديدة للمنشآت النوویة الإیرانیة إذا أعادت طهران استئناف برنامجها النووي من دون التوصل إلى اتفاق مع واشنطن.
ترامب الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، أكد أن الهجمات السابقة التي نفّذتها القوات الأمريكية ضد مواقع نووية في إيران "دمّرت القدرة النووية للجمهورية الإسلامية"، على حدّ قوله.
وأضاف: "ذهبنا بطائرات B-2 الجميلة ودمرنا قدراتهم النووية. يمكنني الآن استخدام كلمة تدمير؛ لأن لجنة الطاقة الذریة قالت ذلك، ومسؤولین رأوا الموقع وأكدوا أنه دُمّر، وحتى إيران اعترفت بذلك".
وادعى الرئيس الأمريكي أن إيران كانت "قريبة جداً من امتلاك سلاح نووي قبل الهجمات"، قائلاً: "كان أمامهم أسبوعان أو شهران فقط. لكن قواتنا نفذت المهمة وأبعدتهم كثيراً عن ذلك الهدف، وهذا ما جعل السلام ممكناً؛ لأن أحداً لم يعد يخاف من إيران".
تصريحات ترامب تتعارض مع ما ذكرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي لم تؤكد "تدمير البرنامج النووي الإيراني"، وتطلب مزيداً من عمليات التفتيش للحصول على صورة دقيقة عن وضع المنشآت التي تعرضت للهجوم.
وفي ردّه على سؤال حول احتمال سعي إيران لإعادة بناء قدراتها النووية، قال ترامب: "يمكنهم المحاولة، لكن الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً. وإذا حاولوا العودة دون اتفاق، فسنُدمّر الموقع الجديد أيضاً. نحن قادرون على تعطيل صواريخهم بسرعة".
ورغم لهجته التصعيدية، عاد ترامب وأعرب عن رغبته في التوصل إلى اتفاق جديد مع طهران، قائلاً: "أستطيع أن أقول لكم إنهم يرغبون بشدة في اتفاق معي… وإذا كان ذلك ممكناً فأنا أيضاً أحب أن نتوصل إلى اتفاق".
في المقابل، نفت طهران خلال الأسابيع الماضية رغبتها في التفاوض مع واشنطن، مؤكدة أن شروط الإدارة الأمريكية تمنع أي محادثات جدية.
واتهم المرشد الإيراني علي خامنئي الجهات التي تتحدث عن احتمال وقوع مواجهة جديدة بأنها "تنشر الخوف بين الناس"، معرباً عن أمله في ألا تتحقق هذه السيناريوهات.