الكرملين: بوتين يجتمع مع كيم ويشكره على دعمه للجيش الروسي

logo
العالم

أججتها النزاعات الأخيرة.. لماذا تخسر واشنطن "حرب المسيّرات"؟

أججتها النزاعات الأخيرة.. لماذا تخسر واشنطن "حرب المسيّرات"؟
جنديان أوكرانيان يستعدان لإطلاق طائرة مسيرة المصدر: أ ف ب
03 أغسطس 2025، 5:20 ص

قبل عقدٍ من الزمان فقط، كانت الولايات المتحدة رائدة العالم في ابتكار الطائرات المسيرة، حيث كانت تُسيّر طائرات بريداتور وريبر لاستهداف وقتل المطلوبين في بلدان بعيدة. ولكن كما أظهرت إسرائيل وروسيا وأوكرانيا مؤخرًا في حملاتٍ عسكريةٍ دراماتيكية، بدأت ثورة جديدة في عالم الطائرات المسيرة.

وبحسب تقرير نشرته مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، بينما كانت الطائرات المسيرة باهظة الثمن ويتم التحكم بها عن بُعد لتنفيذ ضرباتٍ مُحددةٍ والمراقبة الاستراتيجية، يُمكن الآن شراؤها ببضع مئاتٍ من الدولارات فقط.

وتُؤدي المسيرات تلك مجموعةً واسعةً من المهام، من استطلاع ساحة المعركة إلى نقل الدم والأدوية للجنود المصابين على خطوط المواجهة.

ولم تعد هذه الطائرات التي تعمل بدون طيار تحتاج إلى قيادة عن بعيد ولكن يتم دمجها في الخنادق أو تهريبها عميقًا في أراضي الخصم.

أخبار ذات علاقة

هجوم سابق بطائرة مسيرة على كييف

رقم قياسي لضربات المسيرات الروسية على أوكرانيا في يوليو

وترى المجلة أن الولايات المتحدة فوتت إلى حد كبير هذه الثورة في التكنولوجيا العسكرية.

وعلى الرغم من أن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث وعد "بإطلاق العنان لهيمنة الطائرات بدون طيار الأمريكية"، إلا أن ترسانة الطائرات بدون طيار الأمريكية لا تزال حتى الآن تهيمن عليها الأنظمة الأكبر والأكثر تكلفة التي كانت رائدة فيها قبل عقد من الزمان. 

وأكدت المجلة أنه ومن أجل الاستفادة من ثورة الطائرات المسيّرة، لن يكفي تركيز الولايات المتحدة على بناء القدرات، المزيد من التمويل، والمزيد من الإنتاج، وتسريع وتيرة الشراء، إذ سيتعين على القادة المدنيين والدفاعيين في البلاد إعادة النظر بشكل جذري في الأفكار التي لطالما شكّلت الجيش الأمريكي وحملاته.

واعتقدت الولايات المتحدة أنها تستطيع الاعتماد على تكنولوجيا الطائرات المسيّرة باهظة الثمن نسبيًّا لإنقاذ أرواح الطيارين، وتقديم معلومات استخباراتية آنية مباشرة إلى صانعي القرار، وتمكين الاستهداف الدقيق.

ونوهت المجلة إلى أن قادة الولايات المتحدة يواجهون الآن ضغوطًا للتكيف مع أسلوب حرب جديد ناشئ بالفعل في الصراعات الأوروبية والشرق أوسطية.

ويُغيّر استخدام دول أخرى للطائرات بدون طيار ديناميكيات ساحة المعركة، مما يعني أن نوع الحملات منخفضة الخسائر التي بُنيت من أجلها قوة الطائرات بدون طيار الأمريكية قد يصبح أقل شيوعًا. 

لكن قبل التسرع في الاستثمار في موجة جديدة من التقنيات، سيحتاج مخططو الدفاع الأمريكيون إلى مراجعة المعتقدات والافتراضات الأساسية التي وجهت عمليات الشراء الخاصة بهم على مدار نصف القرن الماضي. 

وسيتعين عليهم إعادة النظر في تقبّل الرأي العام الأمريكي للخسائر البشرية، وإعادة تقييم عمليات الشراء القديمة، والتعامل مع ميل مختلف الأجهزة العسكرية إلى السعي للحصول على أنظمة أكبر وأكثر تكلفة. 

أولًا وقبل كل شيء، سيحتاج قادة الولايات المتحدة إلى صياغة نظرية جديدة للنصر تأخذ في الاعتبار كيف يمكن لتقنيات الطائرات بدون طيار أن تساعد الولايات المتحدة على تحقيق النجاح الاستراتيجي.

وتعتقد المجلة أنه إذا أرادت الولايات المتحدة خوض حروب الاستنزاف والفوز بها، وهو النوع من الحروب التي تستخدم فيها أوكرانيا الآن الطائرات المسيرة بفعالية كبيرة، فستحتاج إلى المزيد من الطائرات المسيرة منخفضة التكلفة الملحقة بوحدات قتالية قادرة على التكيف بسرعة مع جهود مكافحة الطائرات المسيرة. 

وقبل التسرع في شراء الطائرات، يحتاج استراتيجيو الدفاع الأمريكيون إلى صياغة نظرية جديدة للنصر، ومراجعة المعتقدات والافتراضات التي ارتكزت عليها عمليات الاستحواذ التكنولوجية على مدى الخمسين عامًا الماضية.

 دونالد ترامب يلقي التحية العسكرية أمام جنود بالجيش الأمريكي

ويواجه الاعتقاد الذي ساد في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، بأن تكنولوجيا الطائرات بدون طيار ستؤدي إلى حروب أسرع تُخاض من مسافات أبعد، تحديًا. إن استخدام الطائرات بدون طيار في مسارح العمليات الأوروبية والشرق أوسطية يُتيح صراعات أقرب مدى: الألغام، وحرب الخنادق، واستهداف المدنيين. لم يكن أي من هذه العناصر في صميم الاستراتيجية الأمريكية منذ حرب فيتنام.

وشددت المجلة أنه يتوجب على إدارة ترامب أن تدرس بعناية ما إذا كان ينبغي على الجيش الأمريكي اعتماد تكنولوجيا الطائرات بدون طيار التي تُمكّن من خوض هذه الأنواع من الحروب في سياق دراسة أوسع للاستراتيجية العسكرية للولايات المتحدة. حينها فقط يُمكن مواءمة ميزانية الدفاع الأمريكية (واستثمارات الطائرات بدون طيار) مع أولويات استراتيجية واضحة. 

لا يحتاج الكونغرس فقط إلى تسريع عملية الاستحواذ العسكري وزيادة كفاءتها؛ بل يحتاج أيضًا إلى تمكين المزيد من الابتكار التصاعدي، مما يسمح للقادة القتاليين والوحدات الأصغر بشراء وإدارة برامج الطائرات بدون طيار الخاصة بهم. سيتطلب هذا إصلاحًا تشريعيًّا كبيرًا.

وقد يتطلب تحديث استراتيجية الدفاع الأمريكية أيضًا قيادةً حازمةً داخل القوات المسلحة، بما في ذلك تعيين قادة تمتد فترة خدمتهم إلى ما يزيد عن المعدل الحالي.

وختمت المجلة بقولها إن نجاحات الجيش الأمريكي العملياتية والتكتيكية أغرت الجيش، لكنه لم يتمكن من الحفاظ على التفوق الاستراتيجي الذي يحتاجه للنجاح في صراعات القرن الحادي والعشرين. ومن دون إعادة تقييم الطريقة الأميركية في الحرب، لن تتمكن أي كمية من الطائرات بدون طيار الجديدة من الدفاع عن الولايات المتحدة ضد الحروب التي لا تريد خوضها.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC