logo
العالم

عمل عدائي أم نية عدائية.. الناتو يبحث وضع "الخط الأحمر" أمام روسيا

ميغ 31 روسيةالمصدر: أ ف ب

مع مواصلة موسكو "اختبار" حلف شمال الأطلسي في هجمات مفاجئة"، يبحث الناتو وضع خط أحمر، وتحديد متى يُسقط الطائرات الروسية، وربما يقتل طياريها، وفق تقرير لصحيفة "التايمز" البريطانية.

ويواجه الناتو انتقادات لعدم اشتباكه مع طائرات ميغ-31 الروسية التي أمضت 12 دقيقة داخل المجال الجوي الإستوني يوم الجمعة، وذلك بعد أسبوعين من اختراق 20 طائرة للكرملين أجواء بولندا، رغم إسقاط الحلف بعضها.

أخبار ذات علاقة

طائرات مقاتلة روسية من طراز ميج-31

"سلوك متهور".. الناتو يعلن اعتراض مقاتلات روسية انتهكت أجواء إستونيا

بحسب الصحيفة، فإن التحالف بات يعيد النظر في قواعد الاشتباك؛ لأن إيقافه لطائرات روسية كان من الممكن أن يؤدي إلى قتال جوي مميت.

ويشدد، جريج باغويل، القائد السابق لسلاح الجو الملكي البريطاني، على ضرورة تغيير المبادئ التوجيهية؛ لأن قواعد التحالف تُفرّق بين "العمل العدائي"، الذي يُمكن الرد عليه بالقوة، و"النية العدائية" التي أظهرتها طائرات ميغ الروسية فوق إستونيا.

ويعتقد باغويل أن حلف الناتو "سيجد صعوبة في تعريف هذا العمل كعمل عدائي"، لافتاً إلى أن هذا ما يدركه جيّداً الزعيم الروسي، فلاديمير بوتين.

وبدأت أحداث الجمعة الدرامية عندما تاه متسللون ثلاثة قرب فايندلو، وهي جزيرة إستونية في بحر البلطيق، ووفقاً لكريستين ميشال، رئيسة وزراء البلاد، "تم توجيههم للمغادرة بعد إعطائهم إشارة، لكنهم لم يغادروا بالسرعة المطلوبة".

وقالت موسكو إن المهمة كانت تحرّكاً "مخططاً له" للطائرة إلى كالينينغراد، وهي جيب روسي مُنعزل يقع بين دول أعضاء في حلف الناتو، إلا أن أجهزة تحديد الهوية الخاصة بالطائرات كانت مُعطلة، ولم تستجب للمكالمات اللاسلكية من مراقبي الحركة الجوية الإستونيين.

ووفق تقرير "التايمز"، فإن السماح بتكرار التوغلات ينطوي على مخاطر؛ إذ إنه لا يُقوّض الشعور بالأمن لدى المجتمعات المعنية فحسب، بل قد يُسهّل، في حال قرر الكرملين شنّ هجوم حقيقي، الحفاظ على عنصر المفاجأة.

ومع تصاعد التوترات منذ بدء الحرب في أوكرانيا عام 2022، بات واضحاً وجود خطر نشوب قتال جوي مع طائرات غربية، ولعلّ أقرب سيناريو كان قبل ثلاث سنوات، عندما أطلق طيار مقاتل روسي صاروخاً على طائرة لجمع المعلومات الاستخبارية تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني فوق البحر الأسود ظاناً أنه حصل على إذن. 

وسبق أن اقتربت طائرات روسية بشكل خطير من طائرات غربية، دون وقوع خسائر في الأرواح، وكان حادث يوم الجمعة رابع توغل روسي هذا العام في المجال الجوي الإستوني، بمعنى آخر، اعتاد التحالف على إدارة مثل هذه المخاطر.

أخبار ذات علاقة

أكبر مناورات في القطب الشمالي

"مناورات غرينلاند".. هل اصطدم النفوذ الأمريكي بجدار برلين والناتو؟

 ويرى جون فورمان، الملحق العسكري البريطاني السابق في موسكو، أنه ليس من مصلحة الناتو تصعيد "الاستفزازات الروسية الروتينية" إلى "صدام مسلح"، معتبراً أن طياري الحلف اتخذوا القرار الصائب يوم الجمعة: "لقد انتصرت العقول الهادئة، وينبغي أن ينتصروا مجدداً".

ومع ذلك، هناك آراء أخرى؛ إذ أبدت بعض عواصم الناتو مخاوف بعد توغلات الطائرات المسيرة في بولندا من أن تصبح هذه "الاستفزازات" روتينية؛ ما يُجبر الطائرات على الإقلاع، وإطلاق ذخائر باهظة الثمن، وتقويض الشعور بالأمن في أجزاء من الحلف قريبة من أوكرانيا.

وكتبت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي ورئيسة وزراء إستونيا السابقة، على مواقع التواصل الاجتماعي: "بوتين يختبر عزيمة الغرب. يجب ألا نظهر ضعفاً".

وهناك أعمال أخرى تُنسب إلى روسيا، كالتخريب والهجمات الإلكترونية والمؤامرة لاغتيال رئيس شركة دفاع ألمانية؛ إذ  غالباً ما تُسمى هذه "الاستفزازات" بعمليات "المنطقة الرمادية"؛ لأنها تطمس الفرق بين السلام والحرب، إذ تُحسب على مستوى يُعرّض الدول الغربية للخطر، دون أن يستفزها لعمل عسكري.

وسيُناقش هذا الأسبوع في بلجيكا، خلال اجتماع قائد أركان حلف الناتو وزملائه في بلجيكا، مسألة تشديد قواعد الاشتباك المُعطاة للطيارين المشاركين في عملية "الحارس الشرقي". وقد يتضمن هذا، على نحو حاسم، تعريفاً جديداً لـ"النية العدائية".

ووفق "التايمز"، سيرغب العديد من أعضاء الحلف في توخي الحذر، فقرارات كهذا يجب أن تُتخذ بالإجماع، وفي الماضي كان الأعضاء يعتمدون على القيادة الأمريكية في مسألة حساسة كهذه، لكن لا توجد رغبة تُذكر في التصعيد في البيت الأبيض بقيادة دونالد ترامب.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC