طرح محللون سياسيون عددًا من علامات الاستفهام التي تقف وراء إعلان إيران تأسيس مجلس دفاع جديد في هذا التوقيت، بعد حرب الأيام الـ12 مع إسرائيل وأمريكا، وسط مخاوف من تجدد الحرب على نطاق أوسع على المدى القريب.
وأوضح المحللون، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "من أبرز دلالات إنشاء هذا المجلس إدراك طهران بأن الحرب قادمة من جانب إسرائيل والولايات المتحدة، وأن هناك متطلبات إستراتيجية وعسكرية ينبغي التعامل معها، وتفادي الأخطاء التي وقعت في الحرب".
ورأى المحللون، أن من أبرز المهام المتوقعة للمجلس "إدارة البلاد على مستويات عدة، إلى جانب إعادة هيكلة المؤسسات العسكرية وأجهزة الاستخبارات بهدف تضييق مساحات الاختراقات الإسرائيلية داخل إيران".
وكانت وسائل إعلام إيرانية رسمية، ذكرت أخيرًا أن إيران أسست مجلسًا دفاعيًّا جديدًا بعد الهجمات التي شنتها إسرائيل والولايات المتحدة في يونيو/ حزيران الماضي.
وقالت إن "المجلس الأعلى للأمن القومي" قرر تشكيل "المجلس الأعلى للدفاع الوطني"، برئاسة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
ويرى الباحث المتخصص في الشأن الإيراني محمد المذحجي، أن "تأسيس المجلس الدفاعي يعكس يقين طهران بأن الحرب قادمة وستستمر، وستشهد جولات جديدة من التصعيد، خاصة في ظل سياساتها الحالية، وعلى رأسها تعميق علاقاتها مع الصين، وهو ما تعتبره إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطًّا أحمر".
وقال المذحجي لـ"إرم نيوز"، إن "الولايات المتحدة لن تقبل بمزيد من التقارب بين بكين وطهران، لأن ذلك يضع إيران في صلب المواجهة ضمن الحرب النيابية بين واشنطن وبكين، والتي تشمل ملفات، مثل: تايوان وساحات إقليمية أخرى".
وأشار إلى أن "أحد دوافع تأسيس المجلس هو محاولة إدارة الانقسام الداخلي بين الحرس الثوري والحكومة الإصلاحية، عبر تشكيل كيان يوحّد القرارات الدفاعية، كما فعلت إيران خلال الحرب مع العراق في الثمانينيات".
وأضاف المذحجي، أن "المجلس سيتولى كذلك محاولة احتواء أي تصعيد داخلي متوقّع، خاصة مع تصاعد الأزمات الاقتصادية نتيجة العقوبات الأمريكية".
من جانبه، قال الخبير الإستراتيجي أصلان الحوري، إن "الهدف من تشكيل المجلس هو إعادة هيكلة المؤسسات العسكرية وأجهزة المعلومات، للحد من اختراقات الموساد، التي ظهرت بشكل واضح خلال حرب الأيام الـ12".
وأوضح الحوري لـ"إرم نيوز"، أن "المجلس سيتولى تطوير عمل الاستخبارات الإيرانية، داخليًّا للكشف عن العملاء، وخارجيًا لممارسة ضغوط على الدول الغربية عبر أنشطة سرية في بعض العواصم الأوروبية".
وأضاف أن "المجلس سيعمل على تفعيل مذكرات التفاهم مع الحلفاء، ولا سيما الصين وروسيا، لتحديث القدرات العسكرية الإيرانية"، مؤكدًا أن حرب الأيام الـ12 كشفت عن هشاشة المنظومة الدفاعية الإيرانية، وهو ما يستدعي استيراد أنظمة دفاع متطورة، إلى جانب التدريب والتأهيل اللازمين لتفعيلها بكفاءة.
ورأى الحوري، أن "تشكيل المجلس يمثل محاولة من طهران لتدارك الأخطاء السابقة وتوزيع الأدوار بين المحافظين الذين سيتولون الجانب العسكري والأمني، والإصلاحيين الذين سيتكفلون بالدبلوماسية والتفاوض مع الغرب".