استخدم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سيارته الرئاسية المدرعة "أوروس" كمنصة لتعزيز العلاقات الدولية خلال زيارته إلى الصين، في ما أُطلق عليه "دبلوماسية الليموزين"، بحسب تعبير صحيفة "نيويورك تايمز".
وشهدت الزيارة، التي تضمّنت لقاءات مع زعماء مثل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، لحظات بارزة أثارت اهتمام وسائل الإعلام، فقد أظهرت السيارة الفاخرة دورها كأداة للتقارب السياسي وإبراز صورة القوة الروسية على الساحة الدولية.
وخلال قمة أوراسيا في تيانغين بالصين، أثارت جلسة استمرت 45 دقيقة بين بوتين ومودي داخل سيارة "أوروس" السوداء الضخمة جدلاً، فقد تسببت بتأخير بروتوكول القمة بينما كان زعماء آخرون ينتظرون.
لكن الكرملين اعتبر هذه اللحظة فرصة ذهبية لإبراز العلاقات الوثيقة بين روسيا والهند، إذ وصف المتحدث باسم الكرملين السيارة بأنها توفر "ميزة اللعب على أرض الوطن"، ما يعكس استراتيجية بوتين في استخدامها كفضاء حميمي للمحادثات الثنائية.
وفي اليوم الثاني من القمة، استقل كيم جونغ أون السيارة ذاتها مع بوتين بعد مأدبة عشاء في بكين، فقد أكد الزعيمان تعزيز العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية.
حظيت هذه الرحلات بتغطية إعلامية مكثفة من التلفزيون الروسي، الذي ركز على الترحيب الحار الذي تلقاه بوتين في الصين، في ظل عزلته الدولية منذ حرب أوكرانيا عام 2022.
ونشر مودي صورة له مع بوتين داخل السيارة، معلقاً على منصة "إكس" بأن الحديث مع الرئيس الروسي "دائماً ما يكون ثرياً بالمعلومات".
ووفق "نيويورك تايمز"، فإن هذا التركيز الإعلامي يعكس محاولة روسيا لإبراز صورتها كقوة عالمية، مستغلة رمزية السيارة المدرعة التي تُعد رمزاً للهيبة الوطنية.
لم تكن هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها بوتين سيارته لأغراض دبلوماسية، ففي عام 2024 أهدى الزعيم الكوري الشمالي سيارة "أوروس"، في خطوة أثارت جدلاً حينها لانتهاكها عقوبات الأمم المتحدة.
وخلال زيارة لبيونغ يانغ، تناوب الزعيمان على قيادة سيارة أخرى أهداها بوتين، في مشهد تضمن نكات وابتسامات أبرزها فيديو نشره الكرملين.
ويذهب تقرير "نيويورك تايمز" إلى أن هذه الاستراتيجية تُظهر تطوراً في نهج الكرملين، ففي 2005، أظهر بوتين سيارته "فولغا" السوفيتية للرئيس الأمريكي جورج بوش، في لفتة رمزية للتقارب.
وفي المقابل، قاد بوش بوتين في شاحنته بتكساس عام 2001، لتبرز هذه اللحظات كيف تحولت السيارات من وسيلة نقل إلى أداة دبلوماسية.
وسيارة "أوروس سينات"، التي طُورت بمساعدة شركتي بورش وبوش، ظهرت لأول مرة عام 2018، وأصبحت متاحة تجارياً منذ 2021 بسعر يبدأ من 600 ألف دولار.
وسمّيت السيارة تيمناً ببرج مجلس الشيوخ في الكرملين، وتُعد رمزاً للفخر الروسي، فقد وُصفت بـ"رولز رويس روسية".