logo
العالم

من اجتياح بنما إلى تهديد فنزويلا.. المخدرات ذريعة لحروب أمريكا

مدمّرة أمريكية في بحر الكاريبيالمصدر: رويترز

تُشكل التهديدات الأمريكية لفنزويلا، بسبب معلن يتعلق بالمخدرات، حلقة في سلسلة من الأحداث التي تدخلت فيها الولايات المتحدة الأمريكية في دول أمريكا اللاتينية بتلك الذريعة، وكان التدخل في بنما واعتقال رئيسها واحداً من أبرز الأمثلة على ذلك.

أخبار ذات علاقة

الجيش الأمريكي يعزز وجوده البحري قرب فنزويلا

ترامب يُهدد فنزويلا بدفع "ثمن باهظ للغاية" حال رفضت استعادة مهاجرين

طعن بالشرعية

التصعيد بين الولايات المتحدة وفنزويلا بدأ يهدد بحرب، إذ أرسلت إدارة الرئيس دونالد ترامب 8 سفن حربية وغواصة إلى جنوب الكاريبي، تمهيداً لما قالت إنها عملية لمكافحة تهريب المخدرات، بينما تخشى فنزويلا أن يكون ذلك مقدمة لغزو محتمل.

وفيما بدا استعداداً لحرب غير متكافئة، بدأ الجيش الفنزويلي يجري دورات تدريب عسكرية للمواطنين، خاصة بعدما رفضت واشنطن أي حوار مع كاراكاس، كان اقترحه الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، لخفض التوتر.

وكان مادورو الذي اتهمته واشنطن وعدد من حلفائها، بأنه فاز في "انتخابات مزورة"، (في يوليو 2024)، وسعت إلى الإطاحة به، وجّه رسالة إلى ترامب يدعوه للحوار والتفاهم، ونفى أي علاقة لبلاده بتجارة المخدرات، وهو ما ردت عليه واشنطن بوصف رسالة مادورو بأنها مليئة بالأكاذيب، وأكدت أن موقفها لم يتغير، وأنها تنظر إلى النظام هناك على أنه "غير شرعي".

وكان اتهام واشنطن لمادورو بأنه "يقود كارتل مخدرات" هو أخطر الاتهامات له، ولبلاده، إذ إن ذلك الاتهام يعيد إلى الذاكرة تجربة اقتحام بنما عام 1989، واعتقال رئيسها آنذاك، مانويل نورييغا.

أخبار ذات علاقة

قوات أمريكية بالقرب من بحر الكاريبي

فنزويلا تتهم أمريكا باستخدام سلاح نووي لقتل صيادين في بحر الكاريبي

بنما.. أوجه التشابه

كان التدخل الأمريكي في بنما، واحداً من أبرز عمليات التدخل في أمريكا اللاتينية، خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.

وفي ذلك التدخل بعض أوجه التشابه مع حالة فنزويلا اليوم، إذ إن الاتهامات الأمريكية كانت تتعلق أيضاً بالانتخابات والمخدرات.

حوّلت القوات الأمريكية مانويل نورييغا، من رئيس لبنما إلى سجين ظهرت صوره عبر وسائل الإعلام، مطلع عام 1990 وهو يحمل رقماً ليظهر كأي سجين.

كان نورييغا حليف الولايات المتحدة، وحسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" عند إعلان وفاته عام 2017، أن نورييغا الذي رفض نتائج الانتخابات في بلاده، وعيّن نفسه حاكماً فعلياً لها، كان يرتبط بعلاقات متوترة مع واشنطن عبر عقود، وتحوّل من متعاون ومخبر لوكالات مكافحة المخدرات والاستخبارات الأمريكية إلى خصم.

مانويل نورييغا

وجاء ذلك التحول، حسب الصحيفة، بسبب اكتشاف أنه كان "يبيع الأسرار لأعداء الولايات المتحدة" وخاصة كوبا، كما أنه بدأ يقيم علاقات جيدة مع دول ما كانت تعرف بـ"المعسكر الاشتراكي" المناوئ للولايات المتحدة، كما جاء بعد مطالبات أمريكية لنورييغا كي يستقيل إثر فضائح نشرتها "نيويورك تايمز"، إلا أنه رفض.

بعد ساعات من بدء الحرب على بنما، في ديسمبر عام 1989، أصدر الرئيس الأمريكي آنذاك، جورج بوش الأب، بياناً حدد فيه دوافع الحرب ومنها "حماية الأمريكيين، ومحاربة تجارة المخدرات، والدفاع عن الديمقراطية في بنما".

أخبار ذات علاقة

سفن في البحر الكاريبي

كولومبيا: الانتشار العسكري الأمريكي في الكاريبي "غير متكافئ ويثير القلق"

وإن كانت الحرب المعلنة نموذجاً في بنما إلا أن الولايات المتحدة أدت أدواراً تدخلية أخرى في بلدان أمريكا اللاتينية، سواء عبر تعاون "تقني" بهدف التدريب، كما في كولومبيا، أم عبر الوكالات المتخصصة كما في حالة بوليفيا.

وكان لافتاً أن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، دعا إلى محاكمة مسؤولين أمريكيين، بمن فيهم الرئيس دونالد ترامب، بعد ضربات أمريكية ضد ما قالت واشنطن إنها قوارب لتهريب المخدرات في منطقة البحر الكاريبي، أدت إلى مقتل 12 شخصاً.

وقال بيترو، إن "سياسة مكافحة المخدرات لا تهدف إلى وقف الكوكايين القادم إلى الولايات المتحدة، بل تهدف إلى السيطرة على شعوب الجنوب ككل".

وكانت كولومبيا من الدول التي دخلت أيضاً دائرة التهديد الأمريكي حين أعلنت إدارة ترامب أنها "أخفقت في التزاماتها بمكافحة تهريب المخدرات".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC