ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
تشهد فرنسا في شهر آذار/ مارس المقبل حدثًا قضائيًا تاريخيًا يتمثل في أول محاكمة على أراضيها تتعلق بالإبادة الجماعية التي استهدفت الأقلية الإيزيدية في العراق وسوريا عام 2014، على يد تنظيم داعش.
وتعد هذه أول محاكمة تُجرى في فرنسا مرتبطة بالإبادة الجماعية التي تعرضت لها الأقلية الإيزيدية في العراق وسوريا عام 2014 على يد تنظيم "داعش"، إذ يواجه صبري إسيد تهمًا بارتكاب جرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية، بعد أن كشفت التحقيقات تورطه في شراء واستعباد نساء وأطفال إيزيديين أثناء وجوده في سوريا بين عامي 2014 و2016.
وأكد الباحث السياسي الفرنسي لوران بونفوا، أن المحاكمة المرتقبة في فرنسا خلال مارس المقبل للمتهم الإرهابي صبري إسيد، تعد "حدثًا قضائيًا وسياسيًا بالغ الرمزية" يعيد لفرنسا مكانتها كدولة رائدة في مكافحة الإفلات من العقاب على الجرائم ضد الإنسانية.
وقال بونفوا إن "هذه المحاكمة تتجاوز بعدها القضائي لتشكل رسالة سياسية وإنسانية قوية من فرنسا، تُعيد تأكيد التزامها بمحاسبة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية، حتى عندما لا يكون الضحايا أو الجناة فرنسيين".
وأضاف بونفوا لـ"إرم نيوز" أن "ملف الإيزيديين أصبح رمزًا عالميًا لفشل المجتمع الدولي في التدخل السريع لحماية الأقليات، والآن يشكل فرصة لفرنسا لاستعادة ريادتها الأخلاقية في الدفاع عن العدالة الدولية"، وفق تعبيره.
ورأى بونفوا أنه بهذه القضية تستعد باريس لأن تكون في مارس المقبل مسرحًا لمحاكمة رمزية تُعيد إحياء مأساة الإيزيديين، لكنها أيضًا تُعيد فتح النقاش حول دور العدالة الأوروبية في ملاحقة جرائم الإبادة العابرة للحدود، وإمكانية أن تصبح هذه القضية سابقة قانونية لمحاسبة المقاتلين الفرنسيين العائدين من مناطق النزاع في الشرق الأوسط.
فقد أعلنت السلطات القضائية الفرنسية أن المقاتل الإرهابي الفرنسي صبري إسيد، المولود في تولوز عام 1984 والمفترض مقتله في سوريا منذ عام 2018، سيُحاكم غيابيًا في محكمة الجنايات في باريس من 16 إلى 20 مارس 2026، بتهم ارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية بحق نساء وأطفال من الطائفة الإيزيدية.
وأظهرت التحقيقات التي أجراها قسم الجرائم ضد الإنسانية في محكمة باريس أن إسيد قام بـ"شراء عدة نساء إيزيديات مع أطفالهن من عناصر تنظيم داعش الإرهابي، لاستعبادهن جنسيًا وتعذيبهن جسديًا ونفسيًا".
وقد روت الضحايا تفاصيل مروعة عن تعرضهن للاغتصاب المتكرر والعنف الممنهج، ووصفن كيف كنّ يُعاملن “كسلع بشرية” بلا أي حقوق إنسانية.
وعلى الرغم من إعلان مقتله قبل 7 سنوات، لم تُقدَّم أي أدلة رسمية على وفاته، ما يبقي القضاء الفرنسي مختصًا بمحاكمته غيابيًا.
وأكدت المحامية كلير بكتارت، الممثلة للضحايا، أن هذا "الملف المنتظر منذ سنوات يُجسّد خطوة رمزية كبرى في مسار العدالة الدولية، ويُعيد الأمل لعشرات النساء اللواتي ما زلن يعشن آثار الرعب الذي خلّفه داعش".
الإيزيديون، وهم أقلية ناطقة بالكردية تعرضوا عام 2014 لهجوم دموي من قبل تنظيم داعش الذي اجتاح منطقة سنجار شمال العراق، حيث ارتكب المجازر والاختطاف والاستعباد الجنسي بحق آلاف النساء.
وتُعد هذه الجرائم من أكثر الانتهاكات الموثقة في تقارير الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان.