الجيش الإسرائيلي: استعدنا خلال "عربات جدعون" 10 جثامين لإسرائيليين كانوا محتجزين في غزة

logo
العالم

مناورات سول وواشنطن.. "بروفة غزو" أم مدخل للتفاوض بالقوة مع كوريا الشمالية؟

مناورات سول وواشنطن..  "بروفة غزو" أم مدخل للتفاوض بالقوة مع كوريا الشمالية؟
مناورات عسكرية بين أمريكا وكوريا الجنوبيةالمصدر: مواقع التواصل الاجتماعي
25 أغسطس 2025، 2:08 م

رجّح خبراء في العلاقات الدولية والشؤون الآسيوية تحول المناورات العسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، التي يرى فيها زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون تهديدًا قد يشعل حربًا، إلى مفاوضات تجمع واشنطن وسول من جهة، وبيونغ يانغ من جهة أخرى، في وقت قريب.

وأوضحوا في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن هذه المناورات تحمل رغبة غير مباشرة في التهدئة من جانب سول وواشنطن مع بيونغ يانغ، خاصة أنها دفاعية وتحضيراتها أقل بكثير مقارنة بالمناورات التي أُجريت في عهد الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن.

أخبار ذات علاقة

بناء السفن

أسلوب تفاوض جديد.. كوريا الجنوبية تغري ترامب بصفقة "بناء السفن"

"تصعيد لفظي" 

وأشاروا إلى أن كوريا الشمالية تتعامل مع هذه المناورات على أنها "تصعيد لفظي" يهدف إلى التمهيد من جانب واشنطن وسول لدخولها في مفاوضات مع إدارة دونالد ترامب، ومع الرئيس الكوري الجنوبي الجديد الذي يُنظر إليه وإلى حزبه على أنهما أكثر ميلًا للتهدئة مع الجارة الشمالية مقارنة بمن سبقوه في الحكم.

ورأوا أنه رغم تأكيد سول أن حجم المناورات مماثل تقريبًا للعام الماضي، فإن نصفها تأجّل إلى أيلول/ سبتمبر المقبل، في إشارة إلى رغبة كوريا الجنوبية في إبقاء الباب مفتوحًا لإصلاح العلاقات مع بيونغ يانغ.

ويأتي ذلك في وقت أكد فيه زعيم كوريا الشمالية أن مناورات الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تهدد بإشعال حرب، وأن الرد سيكون بتوسيع الترسانة النووية.

وكانت بيونغ يانغ أعلنت مؤخرًا أن الجيش الكوري الجنوبي أطلق أعيرة تحذيرية في المنطقة الحدودية بين الكوريتين، ووصفت ذلك بأنه "استفزاز متعمد"، وفقًا لِما نقلته وكالة الأنباء الرسمية.

وتستمر التدريبات المشتركة حتى الـ28 من الشهر الجاري بمشاركة نحو 18 ألف جندي إلى جانب قوات أمريكية، وتشمل محاكاة سيناريوهات قتالية واقعية، مثل: صدّ الهجمات الصاروخية، والطائرات المسيّرة، والهجمات الإلكترونية.

"بروفة غزو"

واعتبرت بيونغ يانغ هذه المناورات "بروفة غزو"، وحذّرت عبر وزير دفاعها من أنها سترد في إطار حق "الدفاع عن النفس" إذا شعرت بأي استفزاز.

ويرى الخبير في الشؤون الآسيوية سامر خير أحمد أن مناورات هذا العام لا تعكس تصعيدًا من جانب الحليفين تجاه كوريا الشمالية بقدر ما تعكس رغبة في التهدئة بطريقة غير مباشرة.

وأوضح لـ"إرم نيوز" أن مقارنة هذه المناورات بسابقاتها في عهد بايدن تُظهر أنّها أقل من حيث التحضيرات، وتُجرى على دفعات، في وقت تصرّ فيه سول على أنها "دفاعية" في الأساس.

ميل للتهدئة

وأضاف أحمد "أن القراءة السياسية لهذه المناورات تشير إلى ميل للتهدئة، بخلاف السنوات الأربع الماضية التي ركّزت فيها واشنطن على تعزيز تحالفها في شرق آسيا للضغط على الصين أو لتحذير كوريا الشمالية من المضي قدمًا في تطوير ترسانتها النووية والصاروخية".

وبيّن الخبير أن كوريا الشمالية تتعامل مع ما يجري باعتباره "تصعيدًا لفظيًّا" لا أكثر، يهدف إلى تهيئتها للدخول في مفاوضات مع إدارة ترامب، ومع الرئيس الكوري الجنوبي الجديد الأكثر ميلًا للتسوية مقارنة بالرئيس السابق الأكثر يمينية، والذي اتجه إلى مزيد من التوتر مع بيونغ يانغ.

وأشار إلى أنه رغم تأكيد سول أنها لا تنوي التهدئة مع جارتها الشمالية، فإن هذا يمكن اعتباره أيضًا "تصعيدًا كلاميًّا" قد يقود في النهاية إلى المفاوضات، ولا سيما أن الحوار والتفاوض هما السمة الغالبة في نهج ترامب؛ ما يجعل فرص التفاهم أكبر في ظل إدارته.

وخلص الخبير السياسي إلى أن ما يجري سياسيًّا يعكس ميلًا إلى التهدئة بين الكوريتين، وأن كل طرف يسعى إلى الظهور بمظهر القوة قبل الدخول في المفاوضات، خلافًا لِما كان في سنوات بايدن.

كيم جونغ أون يتحدث لقواته

مناورات ذات بعد سياسي

ويتفق معه الخبير في العلاقات الدولية الدكتور محمد بايرام، الذي قال إن مناورات واشنطن وسول تحمل بُعدًا سياسيًّا من جانب رئيس كوريا الجنوبية لي جاي ميونغ، الذي تعهّد بمدّ اليد إلى بيونغ يانغ، إذ يوازن عبر هذه التدريبات بين خطاب السلم والحاجة الواقعية إلى إظهار القوة.

وأوضح بايرام لـ"إرم نيوز" أن توجه سول عبر هذه المناورات يتضمن أيضًا رسالة داخلية إلى حلف الناتو وشركاء آسيا، مفادها أن الولايات المتحدة لا تزال الضامن الأول للأمن الجماعي في مواجهة القوى المنافسة.

وبيّن أن المناورات الجارية تعزز قدرة الردع من خلال اختبار الجاهزية العملياتية المشتركة بين القوات الأمريكية والكورية الجنوبية، لافتًا إلى أن "التركيز على الدفاع المدني يعكس قناعة متزايدة بأن أي نزاع محتمل لن يقتصر على الجبهة العسكرية بل سيمتد إلى البنية التحتية الحيوية والمدنيين، وهو ما يحمل رسالة واضحة إلى بيونغ يانغ بأن أي محاولة للتصعيد ستقابل بردّ منسق وسريع"، وفق قراءته.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC