مصدر دبلوماسي أوروبي: خطة الضمانات الأمنية تحظى بدعم إدارة ترامب
يواجه ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لمهام السلام، انتقادات متزايدة بسبب نهجه المنفرد وقلة خبرته الدبلوماسية في إدارة المفاوضات مع روسيا حول الحرب في أوكرانيا، مع آراء تعتقد أن تعقيدات الحرب ربما تكون "أكبر من قدراته"، بحسب تقرير لصحيفة "بوليتيكو".
ورغم الآمال التي عُلقت على قمة أنكوريج التي جمعته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلا أن النتائج كانت مخيبة للآمال، مما يعكس التحديات التي تواجه ويتكوف في تحقيق اختراق دبلوماسي.
وويتكوف، الذي تحول من مطور عقاري إلى دبلوماسي، يثير جدلاً بسبب أسلوبه غير التقليدي في إدارة المفاوضات، فقد رفض التشاور مع خبراء الشؤون الروسية والأوكرانية، مما أدى إلى أخطاء متكررة جعلت تعهد ترامب بإنهاء الحرب بسرعة بعيد المنال.
وتنقل "بوليتيكو" عن سبعة مصادر مطلعة على المناقشات الداخلية، أن ويتكوف على نهج منفرد يفتقر إلى التنسيق مع الحلفاء، ويُنظر إلى الصراع من منظور تجاري، كما لو كان نزاعاً على أرض يمكن حله بصفقة عقارية.
وأثار هذا النهج إحباط المسؤولين الأمريكيين والأوكرانيين والأوروبيين، الذين يرون أن الحرب أكثر تعقيداً مما يدركه ويتكوف، وبحسب أحد المصادر فإن "قلة خبرته تتجلى بوضوح، فهو يحظى بدعم الرئيس، لكنه يفتقر إلى الإلمام بالتفاصيل، مما يؤدي إلى ارتباك حول ما تم الاتفاق عليه".
وكانت قمة أنكوريج بين ترامب وبوتين فرصة لإثبات قدرات ويتكوف الدبلوماسية، لكنها لم تحقق النتائج المرجوة، إذ لم تُعقد الاجتماعات الموعودة بين بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وتم إسقاط مطالب وقف إطلاق النار.
كما لم يقدم فريق ترامب خطة واضحة للمضي قدماً، وفيما يُعزى هذا الفشل جزئياً إلى عدم رغبة بوتين في تقديم تنازلات كبيرة، إلا أن العديد من المطلعين يرون أن أسلوب ويتكوف زاد من تعقيد المحادثات.
وعلى سبيل المثال، أشار ويتكوف بعد زيارته إلى موسكو في بداية أغسطس الجاري، إلى أن روسيا وافقت على تنازلات إقليمية كبيرة، لكن الأوكرانيين والأوروبيين لم يشاركوه هذا التفاؤل، معتبرين أن هذه التنازلات لا تعكس تقدماً حقيقياً.
وقال مسؤول أمريكي إن "روسيا تطالب بتشريع سيطرتها على مناطق مثل القرم ودونيتسك، وهو ما يعتبره الأوكرانيون استسلاماً وليس تنازلاً".
يعاني مكتب ويتكوف في واشنطن من نقص في الموظفين المتخصصين في الشؤون الروسية، مما يعكس تحديات تعيينه كمبعوث لمهام السلام دون خلفية دبلوماسية، فقد تولى ويتكوف منصب المفاوض الرئيسي بشأن أوكرانيا بعد تهميش كيث كيلوج، المبعوث السابق لروسيا وأوكرانيا، مما ترك فريقه بدون خبراء متخصصين.
كما رفض ويتكوف إجراء مشاورات اعتيادية مع خبراء داخل وخارج الحكومة، مما زاد من عزلته، إضافة إلى ذلك، أثار أسلوب ويتكوف غير المنظم استياء حتى من الجانب الروسي، فقد أعرب مسؤولون روس عن قلقهم من أن ويتكوف لا ينقل رسائل بوتين بدقة إلى ترامب، مما يعيق التقدم.