تقديرات الجيش الإسرائيلي: حماس ستحاول نقل المزيد من الرهائن إلى مدينة غزة
كشف أسيران محرران من معتقل "سدي تيمان" الإسرائيلي، تفاصيل الوضع الصعب الذي يعيشه الطبيب حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان الواقع شمال قطاع غزة، الذي جرى اعتقاله نهاية الشهر الماضي من داخل المستشفى.
وأكد الأسيران، اللذان أفرج عنهما بعد عدة أيام من اعتقال أبو صفية، ويعيشان حاليًا في مدينة دير البلح وسط القطاع، أن الطبيب الفلسطيني موجود في معتقل "سدي تيمان"، وأن أي نفي إسرائيلي لذلك هو مخالف للحقيقة.
واعتقل الجيش الإسرائيلي أبو صفية بعد حصار مشدد لمستشفى كمال عدوان ما أدى إلى مقتل عدد من الكوادر الطبية وتدمير واسع في مرافقه، فيما ترفض إسرائيل الكشف رسميًا عن مكان وجود الطبيب، وتمنع لقاءه بالمحامين الذين جرى توكليهم من جهات قانونية فلسطينية.
وقال الأسير المحرر مصطفى حسونة، والذي كلفته إدارة السجن بالإشراف على الزنزانة التي تواجد بها أبو صفية فيما يعرف باسم "الشاويش"، إنه "وبعد اعتقال الطبيب من المستشفى بيومين وصل إلى السجن الإسرائيلي المخصص للمعتقلين من غزة في ساعة متأخرة من الليل".
وأوضح حسونة، لـ"إرم نيوز"، أن "فور وصول الطبيب وفر له الأسرى سريرًا وأغطية من التي وجدت لديهم"، متابعًا "ظهر على الطبيب أبو صفية التعب والإعياء الشديدين، ولم يكن يقوى على الحديث إلا بكلمات قليلة للغاية".
وأضاف "اشتكى الدكتور من سوء المعاملة والإرهاق خلال التحقيق، وأكد أنه منذ اعتقاله تعرض لتحقيق مكثف على مدار يومين متواصلين"، لافتًا إلى أن التحقيقات مع أبو صفية كانت متعلقة بالرهائن الإسرائيليين في غزة.
وتابع "الطبيب أكد للمحققين أنه وبحكم تخصصه بمجال طب الأطفال لا يمكن أن يكون له أي اطلاع على أوضاع الرهائن أو حتى التقى بهم"، مبينًا أنه وخلال اليومين اللذين تواجد فيهما مع أبو صفية لم يطلب للتحقيق من قبل السلطات الإسرائيلية.
وأشار إلى أن "التحقيق بعد الانتهاء منه يستأنف في حال ورود معلومات جديدة للأجهزة الأمنية الإسرائيلية"، لافتًا إلى أن المعاملة من قبل الجنود الإسرائيليين في سجن "سدي تيمان" تحسنت خلال الأسابيع الماضية.
وتابع "بالرغم من الاعتداءات القاسية التي كان يتعرض لها الأطباء في السابق، فإن الطبيب أبو صفية حظي بمعاملة جيدة من الجنود الإسرائيليين، ولم نشهد أي تعرض له أو إهانته، كما أن العلاج الخاص به كان يقدم له في مواعيده".
بدوره، قال الأسير المحرر، محمد الرملاوي، إن "الطبيب أبو صفية موجود في الزنزانة رقم 2 بسجن سدي تيمان الإسرائيلي"، مؤكدًا أنه عاش معه ليومين متتاليين، وأن نفي إسرائيل لوجوده بالسجن تضليل للحقيقة.
وأوضح الرملاوي، لـ"إرم نيوز"، أن "الطبيب أكد للأسرى أنه تعرض لمعاملة سيئة للغاية منذ لحظة اعتقاله وحتى انتهاء التحقيق معه، وأنه شاهد بعينيه حرق مستشفى كمال عدوان بالكامل عقب اعتقاله من داخله".
وأضاف "الدكتور بكى كثيرًا عندما تذكر حرق المستشفى، وكان متعبًا للغاية بسبب ظروف التحقيق الصعبة التي عاشها قبل نقله للزنزانة"، مؤكدًا أن وضعه الصحي والنفسي صعبان للغاية، بالرغم من توقف إجراءات التحقيق معه.
وأضاف "كان من المتوقع أن يتم الإفراج عنه بالتزامن مع الإفراج عني وعن عدد من الأسرى؛ إلا أن أمرًا ما أجل مثل هذا القرار"، متابعًا "الدكتور طلب مني طمأنة عائلته ومطالبتها وأحرار العمل بالعمل من أجل الإفراج عنه".
وأشار إلى أن "وجوده في السجن الإسرائيلي فاجأ الأسرى جميعهم، خاصة أنه معروف لدى جميع سكان الشمال بمحبته للناس وسعيه لتقديم الخدمات في إطار عمله طبيبًا بمستشفى كمال عدوان، دون أن يرتبط بأي حزب سياسي أو فصيل مسلح".