logo
العالم

زيلينسكي في لندن.. محاولات لترميم الدعم الأوروبي قبل اتفاق سلام مثير للجدل

زيلنسكي يدعو حلفاءه إلى التحرك

يصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى لندن في الـ8 من ديسمبر، في محطة أوروبية جديدة تهدف إلى تقوية موقع كييف على طاولة التفاوض، بعد جولة من المحادثات المعقدة أجراها فريقه مع مسؤولين أمريكيين في فلوريدا

وتشكّل المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، الدول الأوروبية الثلاث الداعمة لأوكرانيا، محور هذا التحرك الدبلوماسي المكثف.

دعم دفاعي عاجل

سيهيمن الجانب العسكري على أجندة الرئيس الأوكراني، إذ يواصل الجيش الروسي تكثيف ضرباته الجوية على البنية التحتية المدنية وقطاع الطاقة مع دخول البلاد مرحلة البرد القارس، بحسب صحيفة "أوراسيا ريفيو".

 زيلينسكي أكد عبر تليغرام أن أوكرانيا تعرضت خلال الأسبوع الأخير لنحو 1600 هجوم بطائرات مسيّرة و1200 قنبلة جوية موجهة، مشددًا على أن تسريع تزويد كييف بأنظمة الدفاع الجوي والصواريخ أصبح أولوية لا تحتمل التأجيل.

أخبار ذات علاقة

المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف

عقب مباحثات فلوريدا.. ويتكوف يتوجه إلى موسكو للقاء بوتين

ومن المنتظر أن يلتقي زيلينسكي كلًّا من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرز، في محاولة لتثبيت التزامات أوروبية واضحة إزاء مواصلة الدعم العسكري.

في السياق، قال ماكرون في تصريحات علنية بتاريخ الـ6 من ديسمبر إن أوكرانيا "يمكنها الاعتماد على دعمنا الثابت"، مؤكدًا أن اجتماع لندن سيقيم آخر تطورات مفاوضات السلام. 

وفي بريطانيا، وصف الوزير بات ماكفادن اللحظة الحالية بأنها "محورية"، مشيرًا إلى أن حق أوكرانيا في تحديد مستقبلها سيكون أساس المحادثات.

تقدم بلا اختراق

على الجانب الأمريكي، جاءت زيارة لندن عقب ثلاثة أيام من المناقشات قرب ميامي؛ ورغم الأجواء الإيجابية، لم تنجح تلك الجهود في تحقيق خرق حقيقي. 

وتضغط إدارة الرئيس دونالد ترامب على كييف لقبول مقترح سلام أثار انتقادات واسعة تعتبره منحازًا لروسيا.

من جانبه، قال زيلينسكي إن المحادثات كانت "بناءة"، لكنه أقرّ بصعوبتها، مؤكدًا التزام بلاده بالعمل من أجل "سلام حقيقي" مع واشنطن. 

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

قبول "الصفقة" أو مواجهة العواقب.. اجتماع فلوريدا يحاصر أوكرانيا

وتستمر التساؤلات حول النسخة النهائية من مبادرة السلام الأمريكية، خصوصًا بعد تسريب صيغة أولية تضمّنت 28 بندًا بدت أقرب إلى الرؤية الروسية، قبل أن تُعدّل لاحقًا دون نشر تفاصيلها.

وتتصدر القضايا العالقة مستقبل منطقة دونباس ووضع محطة زابوريجيا النووية التي تسيطر عليها موسكو؛ حيث قال مبعوث ترامب كيث كيلوج إن الاتفاق "قريب جدًّا"، في حال حُلّت المسألتان الأساسيتان.

واقع ميداني ضاغط

وتواصل موسكو ميدانيًّا، استهداف منشآت الطاقة وطرق الإمداد؛ حيث أعلنت السلطات المحلية في منطقة خاركيف أن القوات الروسية ضربت سدًّا في بيتشينيهي؛ ما يهدد بفيضانات واسعة إذا تضررت بنيته الأساسية، كما تعرضت مدينة كريمنشوك الصناعية لهجوم “ضخم” ألحق أضرارًا بمنشآت الكهرباء والمياه.

وفي ظل هذه التطورات، جددت إيطاليا دعمها لزيلينسكي عبر اتصال مع رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، التي تعهدت بإمدادات طارئة لتعزيز قدرة البلاد على الصمود خلال الشتاء.

أخبار ذات علاقة

محادثات سابقة بين أوكرانيا والولايات المتحدة

كييف وواشنطن تعقدان مباحثات في ميامي لمناقشة خطة السلام

في المحصلة، يدخل زيلينسكي محادثات لندن وهو محاصر بين جبهتين: الأولى، ميدان مشتعل يشهد تصعيدًا روسيًّا يهدد البنية التحتية الحيوية، والثانية، ضغوط تفاوضية لإبداء مرونة في ملف السلام دون المساس بالسيادة والأراضي.

وبين الحاجة العاجلة للدعم العسكري والحساسية السياسية لمسار التفاوض، تحاول كييف تثبيت معادلة واضحة؛ السلام ممكن، لكن ليس بأي ثمن.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC