المفوضية الأوروبية: نشهد تقدما حقيقيا بفضل التنسيق بين أوكرانيا وأوروبا والولايات المتحدة

logo
العالم

قبول "الصفقة" أو مواجهة العواقب.. اجتماع فلوريدا يحاصر أوكرانيا

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير ...المصدر: Getty

أكد خبراء أن الاجتماع الذي بدأ اليوم بين كبار مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع المفاوضين الأوكرانيين في فلوريدا، يأتي ضمن محاولة أمريكية لحصار كييف بين خيارين، إما القبول بـ"الصفقة"، التي تدفع بها إدارة ترامب أو مواجهة عواقب سياسية وعسكرية واقتصادية أوسع.

وأضافوا لـ"إرم نيوز"، أن واشنطن تتحرك وفق "نهج واقعي" يضغط على أوكرانيا للتخلي عن أجزاء من أراضيها مقابل وقف الحرب، بينما تتمسك موسكو برؤيتها التي تعتبر حكومة كييف غير شرعية، وتطالب بضمانات واسعة تشمل حياد أوكرانيا، ورفع العقوبات والاعتراف بالمناطق التي ضمتها.

ويعتبر الاجتماع، الذي يعقد وسط أجواء دبلوماسية مشحونة، اختبارًا حاسمًا لمسار السلام في أوكرانيا، لا سيما أنه يأتي قبل محادثات رفيعة المستوى مقررة في العاصمة موسكو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في إطار جهود واشنطن لتشكيل إطار تفاوضي شامل يحدد الخطوط العريضة لإنهاء الحرب.

أخبار ذات علاقة

ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض

بدء الاجتماع الأمريكي-الأوكراني في فلوريدا

ويشارك في الاجتماع وزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، وجاريد كوشنر، صهر الرئيس ترامب، حيثُ يركز الوفد الأمريكي على صياغة تفاصيل إطار السلام المقترح ومناقشة الخطة الأمريكية المحدثة مع المسؤولين الأوكرانيين، بما في ذلك نقاط تتعلق بالترتيبات العسكرية والسياسية المؤثرة على مستقبل النزاع.

الوقائع الحالية

ورأى المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأمريكية، الدكتور توفيق حميد، أن ترامب يتبنى نهجًا يقوم على "سياسة الواقع" في إدارة الملف الأوكراني، موضحاً أن هذا النهج يختلف جذرياً عن المقاربات النظرية التي ساهمت في استمرار الأزمات دون حلول واضحة.

وقال في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إن ترامب يسعى إلى إنهاء المشكلات المتراكمة لتخفيف الضغط عن "الولايات المتحدة"، مشيرًا إلى أن الدعم العسكري المقدم لأوكرانيا، خلال السنوات الماضية، شكّل عبئًا ثقيلاً، وهو ما يدفع الرئيس الأمريكي إلى البحث عن تسوية توقف هذا النزيف السياسي والعسكري.

وأضاف حميد، أن ترامب يريد أن يظهر أمام العالم باعتباره الرئيس الذي تمكن من تحقيق ما عجز عنه الآخرون، عبر دفع الأزمة نحو اتفاق يُنهي القتال.

وأشار إلى أن اتجاه ترامب نحو الواقعية بات واضحاً منذ سنوات، لافتًا إلى أن الرئيس الأمريكي ينظر إلى الحرب باعتبار أن روسيا تسيطر فعليًا على أراضٍ ذات أغلبية ناطقة بالروسية، وأن موسكو متمسكة بها بشدة.

وبيّن الدكتور حميد، أن هذا الواقع دفع ترامب إلى الضغط على كييف للقبول بالتنازل عن أجزاء من الأراضي، مع محاولة تقليل حجم هذه التنازلات قدر الإمكان عبر التفاوض.

وأكد أن نهج ترامب يختلف عن نهج إدارة الرئيس السابق جو بايدن التي تمسكت برفض التنازل عن أي أرضٍ، معتبرًا أن التعامل مع "الوقائع الحالية" أفضل من الإصرار على حلول نظرية قد تؤدي إلى استمرار الحرب أو انزلاقها إلى مواجهة أوسع. 

أخبار ذات علاقة

 دونالد ترامب والموفد الأمريكي ستيف ويتكوف

كسب المال لا السلام.. "اجتماع ميامي" يكشف خفايا خطة ترامب في أوكرانيا

وأشار الدكتور حميد إلى أن ترامب رئيس شديد الواقعية، وأنه يرى ضرورة تقديم كييف بعض التضحيات، مع وجود هدف اقتصادي يتمثل في استثمار المعادن النادرة داخل المناطق التي ستظل تحت السيطرة الأوكرانية.

شبه مستحيل

من جانبه، استبعد ديميتري بريجع، مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، نجاح أي مبادرة، حالياً، لحل الأزمة الأوكرانية، مشيرًا إلى أن بوتين يعتبر السلطة في كييف نظامًا غير شرعي، وهو ما يجعل برأيه أي حوار فعال "شبه مستحيل".

وكشف لـ"إرم نيوز"، أن موسكو ترى التفاوض مع حكومة لا تعترف بشرعيتها أمرًا غير ممكن، وأن تقلبات المواقف الروسية، خاصة فيما يتعلق بزيادة حجم قوات الجيش، والاعتراف بالمناطق التي ضمتها روسيا قبل شبه جزيرة القرم، وتنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية فيها.

وأشار بريجع إلى أن من الشروط الروسية الأساسية عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الشمال الأطلسي "الناتو"، ومنع وجود أسلحة إستراتيجية لديها، إضافة إلى رفع العقوبات الغربية المفروضة على الاقتصاد الروسي، والشركات النفطية، ورجال الأعمال المقربين من بوتين.

وأوضح أن موسكو تسعى لتحقيق تقدم ميداني داخل المناطق التي أعلنت ضمها، خاصة ذات الأهمية الاقتصادية، لافتًا إلى أن ترامب يسعى إلى تحقيق مكاسب اقتصادية من خلال مشاريع إعادة الإعمار، لكنها تحتاج إلى وقت طويل قبل أن تظهر نتائجها.

وأضاف بريجع أن أي تنازل أوكراني سيصطدم بالدستور الأوكراني وبمواقف الدول الأوروبية التي لا توافق على بعض مطالب الإدارة الأمريكية، ما يجعل الوصول إلى اتفاق نهائي "غاية في التعقيد".

وأكد أن أي مفاوضات مستقبلية ستحتاج إلى ضمانات متبادلة، وصيغة "الدولة الحيادية"، ونشر قوات دولية لمراقبة وقف النار، معتبرًا أن كل تلك الملفات معقدة وتتطلب وقتاً طويلاً.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC