ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
يقترح علماء أوروبيون خطة غير تقليدية لتعزيز دفاعات الاتحاد الأوروبي تقوم على إعادة تأهيل الأراضي الرطبة واستخدامها كحواجز طبيعية أمام أي تهديد محتمل.
ويستند هذا الطرح إلى تجربة أوكرانيا في الأيام الأولى للغزو الروسي عام 2022، حين أغرقت السلطات السهول المحيطة بنهر إربين لإبطاء تقدم القوات الروسية نحو كييف، في مشهد انتشرت صوره عالميًا وظهرت فيه دبابات غارقة في الطين والمياه، بحسب "إذاعة فرنسا الدولية".
شهد الاستخدام الاستراتيجي للمستنقعات والأراضي الخثية والسهول الفيضية في الحروب سوابق تاريخية، إذ عمد الهولنديون في القرنين السادس عشر والسابع عشر إلى تدمير سدودهم لعرقلة تقدم الغزاة الإسبان والفرنسيين.
واليوم، ومع سعي دول الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز دفاعاتها في مواجهة التهديد الروسي، يقترح علماء من ألمانيا وأوكرانيا وبولندا أن يكون استصلاح الأراضي الرطبة في شرق القارة جزءًا من منظومة الردع والحماية.
ووفقًا لباحثين، جاء في وثيقة موجهة إلى حكومات الاتحاد الأوروبي أن استعادة الأراضي الرطبة تحمل ثلاثة أهداف محورية: تعزيز القدرات الدفاعية، وخفض انبعاثات الكربون، وحماية التنوع البيولوجي بما يتوافق مع التشريعات الأوروبية الخاصة باستعادة الطبيعة.
من جانبه، قال البروفيسور هانز جوستن، الأستاذ الفخري لعلم أراضي الخث بجامعة جرايفسفالد ومؤسس المشروع: "أولًا، ستعزز هذه الأراضي الدفاعات لأن الوصول إليها صعب للغاية، وثانيًا، استعادتها ضروري للحد من الانبعاثات الكربونية امتثالًا لاتفاقية باريس، وثالثًا، هي بيئة مهمة للتنوع البيولوجي المهدد بالانقراض".
وبحسب جوستن، فإن الأراضي الخثية، لها خصائص مميزة؛ فهي تنتج كتلًا عضوية تُكوّن طبقات الخث ما دامت الأراضي رطبة، كما تخزن كميات كبيرة من الكربون تصل إلى 10 أطنان للهكتار الواحد سنويًا.
كما أن تجفيفها لأغراض زراعية وحراجية عبر القرون أدى إلى انبعاث كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون. وأكد جوستن أن إعادة ترطيب هذه الأراضي كفيلة بوقف هذه الانبعاثات فورًا.
تمتد هذه المناطق عبر الحدود الشرقية لأوروبا من فنلندا مرورًا بإستونيا، ولاتفيا، وليتوانيا، وبولندا، ورومانيا، وصولًا إلى شرق ألمانيا.
ويشير جوستن إلى أن مستنقعات الخث شكّلت عبر التاريخ حواجز طبيعية على طول العديد من الحدود الوطنية في أوروبا.
ويرى الباحثون أن استعادة هذه الأراضي يمكن أن تكون بديلًا طبيعيًا عن حقول الألغام.
وأوضح جوستن: "يتكون مستنقع الخث الحي من 95% من الماء، ما يجعل مرور الدبابات أو الشاحنات مستحيلًا؛ ولدينا حالة واقعية في ليتوانيا حين علقت دبابة أمريكية في مستنقع خث ولم تستطع الخروج، ما تسبب في مقتل طاقمها، لذلك، تشكل هذه الأراضي حاجزًا أمام أي هجوم سريع".
تلقى الفكرة بالفعل صدى لدى بعض الحكومات، إذ كلف الجيش البولندي بإعداد خطة لاستخدام البيئة الطبيعية كإجراء أمني حدودي، فيما يعتبر الجيش الألماني أن الأراضي الرطبة عنصر مهم في تخطيط الحواجز العملياتية.
لكن رغم الحماسة المتزايدة، تواجه الخطة تحديات كبيرة؛ فقد جرى تجفيف أراضي الخث عبر القرون لتصبح صالحة للزراعة، وإعادتها إلى وضعها الطبيعي يتطلب تعويض مالكي الأراضي وتوفير بدائل اقتصادية مجدية لهم؛ كما أن عملية استعادة هذه الأراضي تستغرق نحو عامين حتى تعود إلى حالتها البيئية الأصلية.
وبينما تؤجج مناورات الحرب الروسية-البيلاروسية المخاوف الأوروبية من استمرار النزاع في أوكرانيا، يبقى السؤال مطروحًا: هل يمكن أن تصبح الأراضي الخثية خط الدفاع الطبيعي الجديد لأوروبا ضد أي غزو محتمل؟