عيّن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الوزيرة السابقة رفيعة المستوى، أولها ستيفانيشينا، سفيرة لأوكرانيا لدى الولايات المتحدة، منهياً بذلك أشهراً من التكهنات، وفق ما ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وتتولى ستيفانيشينا منصب السفيرة خلفاً لأوكسانا ماركاروفا، التي شغلت المنصب لست سنوات، منها أكثر من ثلاث سنوات خلال حرب شاملة مع روسيا، وأصبحت هدفاً لانتقادات حزبية من الجمهوريين، حيث أُعلن عن استبدالها في يوليو/ تموز الماضي.
وسعت كييف منذ شهر لاستبدال السفيرة السابقة أوكسانا التي أغضبت فريق الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في سبتمبر/أيلول الماضي، بتنظيم زيارة للرئيس الأوكراني إلى مصنع للأسلحة مع سياسيين ديمقراطيين في ولاية بنسلفانيا المتأرجحة خلال الحملة الانتخابية الرئاسية، وفق تقرير سابق لصحيفة "بوليتيكو".
أما السفيرة المعينة حديثاً، فقد تواجه أزمات جديدة، فهي متهمة بالفساد منذ عام 2019، ومؤخراً واجهت تدقيقاً متجدداً بشأن علاقات زوجها السابق بشركة تدير أصولاً حكومية وشقة فاخرة غير مُعلنة، إذ فتح الادعاء العام تحقيقاً، لكنه لم يُوجّه إليها أي اتهامات، وهي تُنكر ارتكاب أي مخالفات.
وكان منصب السفير في واشنطن قد تعرّض لأكثر من اختبار، إذ سبق أن أعلن زيلينسكي ترشيح وزير الدفاع المنتهية ولايته، رستم عمروف، لمنصب السفير الأمريكي، وسط أنباء عن اعتراض إدارة ترامب على ترشيحه.
ولدت ستيفانيشينا في أوكرانيا عام 1985، وتخرجت عام 2008 من معهد العلاقات الدولية بجامعة كييف، حيث حصلت على شهادتين في القانون الدولي والترجمة الإنجليزية، ولاحقًا، في 2016، نالت درجة تخصصية في التمويل والائتمان من جامعة أوديسا الوطنية للاقتصاد.
وبحسب تقرير لموقع "ذا كييف إندبندنت"، فقد بدأت أولها ستيفانيشينا مسيرتها المهنية كمستشارة قانونية في وزارة العدل الأوكرانية بنهاية 2007، حيث أظهرت كفاءة مبكرة في العمل الحكومي.
تولت منذ 4 يونيو 2020 منصب نائبة رئيس الوزراء لشؤون التكامل الأوروبي وحلف الناتو، ومنذ 5 سبتمبر 2024 أصبحت أيضاً وزيرة العدل، لتدير وزارتين في وقت واحد، مما يعكس دورها المحوري في الحكومة الأوكرانية.
برزت ستيفانيشينا كمدافعة عن تعزيز العلاقات مع الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، خاصة بعد حصول أوكرانيا في 2020 على وضع "شريك الفرص المعزز" مع الناتو، وهو إنجاز عززته جهودها. هذا الوضع عكس مساهمة أوكرانيا في الأمن الجماعي الأوروبي، وأكد مكانتها كقائدة دبلوماسية وسياسية.
وتتميز ستيفانيشينا بقدرتها على الجمع بين الخبرة القانونية والدبلوماسية، مما جعلها ركيزة أساسية في مواجهة التحديات السياسية والأمنية التي تواجهها أوكرانيا، خاصة في ظل التوترات مع روسيا.
رؤيتها تركز على تعزيز الإصلاحات الداخلية ومواءمة القوانين الأوكرانية مع المعايير الأوروبية، مما يعزز مكانة بلادها على الساحة الدولية، بينما شخصيتها تجمع بين الحزم والطموح، مما يجعلها نموذجاً للقيادة النسائية في أوكرانيا.