كشف موقع "بوليتيكو"، اليوم الجمعة، أن الاتحاد الأوروبي يخطط خلال قمة حاسمة، الأسبوع المقبل، لنقل قوات ومعدات مراقبة إلى أوكرانيا، مشيرا إلى أن الوجود العسكري البري للجنود لن يكون في الخطوط الأمامية للقتال.
ونقل الموقع عن مسؤول دفاعي أوروبي، قوله، إن قوات التحالف ستشغل طائرات مسيرة داخل أوكرانيا لمراقبة أي خطة سلام يتم الاتفاق عليها.
وسيستغل قادة الاتحاد الأوروبي القمة المهمة المرتقبة للمضي قدماً في خطط لتوحيد القدرات العسكرية للقارة العجوز، ومعالجة إنتاج الأسلحة لأوكرانيا، وتشديد الأمن ضد الهجمات الإلكترونية وهجمات الطائرات المسيرة.
كما سيتم التفاوض على الدعم العسكري لكييف، بما في ذلك الدعوة إلى "إنشاء خط دفاعي لأوكرانيا، في الدول الأعضاء"، وتصنيع المعدات التي يمكن شحنها لاحقًا مباشرة إلى الجيش، وفق تقرير الموقع.
وستركز قمة المجلس الأوروبي، وهي آخر اجتماع سياسي رفيع المستوى لهذا العام، بشكل أساس على كيفية ضمان قدرة كييف على مواصلة الدفاع عن نفسها حتى عام 2027 على الأقل، فضلاً عن كيفية التعامل مع بيئة جيوسياسية تتهم فيها موسكو بالعدائية.
وفي مواجهة هذه التهديدات، من المتوقع أن يدعو القادة إلى تسريع الجهود لتعزيز القدرة على الصمود، وحماية البنية التحتية الحيوية، ومنع الهجمات الهجينة وردعها والتصدي لها في جميع أنحاء الاتحاد، بما في ذلك من خلال اتخاذ تدابير تقييدية إضافية.
وسيدعو النص، الذي يجري التفاوض بشأنه حاليًا من قبل المبعوثين قبل انعقاد القمة، إلى التنفيذ السريع لإجراءات تمويل جديدة وفرت مليارات الدولارات للمعدات العسكرية.
كما سيحث على "إنشاء تحالفات وإطلاق مشاريع ملموسة في النصف الأول من عام 2026"، حيث تتعاون العواصم على تطوير أدوات مشتركة جديدة للتعامل مع قضايا ملحة مثل اختراقات المجال الجوي.
وبحسب المسؤول الدفاعي فإن الأوروبيين أكدوا لإدارة ترامب على حاجتهم إلى تنسيق سياسي أعمق مع واشنطن بشأن المحادثات، الأمر الذي يعكس إحباطهم من عدم حصولهم على مقعد على طاولة المفاوضات حتى هذه اللحظة.
على مدى الأشهر القليلة الماضية، استبعد ترامب مراراً وتكراراً عضوية أوكرانيا المستقبلية في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي يعتبر أي هجوم على أي دولة عضو بمثابة هجوم على جميع الأعضاء.
إلا أن خطة السلام الأوكرانية المعدلة حذفت من النسخة الأولية بنداً يمنع أوكرانيا من الانضمام إلى التحالف، وفقاً لشخصين مطلعين على المقترح. كما تدعو الخطة إلى إجراء انتخابات في أوكرانيا، وهو مطلب لطالما سعى إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحسب المصدرين.
لكن التزام زيلينسكي الجديد بإجراء انتخابات بعد فترة وجيزة من إحلال السلام قد لا يكون كافياً لإرضاء موسكو، التي طالبت بأن تسيطر روسيا على منطقة دونباس المتنازع عليها بأكملها، وأن تضمن حرمان أوكرانيا من الانضمام إلى حلف "الناتو" في المستقبل.
ويتسابق القادة الأوروبيون لتأكيد دورهم المحوري في إحلال السلام، وسط مخاوف من ميل مقترحات واشنطن لصالح روسيا، في حين تفرض مطالب على أوكرانيا رفض زيلينسكي قبولها.
وفي وقت سابق، الخميس، ذكرت وزارة الخارجية الروسية، أن أي وحدات عسكرية أجنبية موجودة في أوكرانيا ستُعدُّ أهدافًا مشروعة للقوات الروسية، وذلك بعد إعلانها مصرع بريطاني يقاتل في صفوف القوات الأوكرانية.
وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن هذه المواقف تعكس موقف موسكو الثابت تجاه التدخل العسكري الأجنبي في أوكرانيا، مشددة على أن أي تواجد أجنبي سيعامل وفق القانون العسكري الروسي كهدف مشروع.
وأضافت زاخاروفا، أن القوات البريطانية الموجودة في أوكرانيا تسهم في دعم كييف لتنفيذ "أعمال إرهابية ومهام متطرفة"، مؤكدة أن مقتل جندي بريطاني في البلاد يثبت تورط لندن في الأنشطة المتطرفة هناك، على حد تعبيرها.