أفاد تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية بأن المشهد السياسي في الصين مليء بالتكهنات مع ظهور تحديات داخل نظام الرئيس شي جين بينغ الذي لطالما بدا منيعاً، إذ تشير الأحداث الأخيرة واختفاء شخصيات بارزة داخل المجال السياسي الصيني إلى وجود صراعات داخلية، ما يثير تساؤلات حول قبضة شي على السلطة واستقرار نظامه.
ووفق الصحيفة، فقد "كان الاختفاء المفاجئ لتشين جانج، الدبلوماسي البارز وأحد أتباع شي جين بينغ، بمثابة صدمة في المشهد السياسي الصيني، فقد أدى عدم وجود تفسير رسمي للموضوع إلى تأجيج تكهنات وسائل الإعلام، بدءا من الشؤون الشخصية الفاضحة، إلى مزاعم التجسس التي تنطوي على أسرار نووية".
وقال التقرير إن "الأمر المختلف اليوم هو أن المسؤولين الذين يتم تحييدهم ليسوا أعضاء في فصائل سياسية معادية، بل موالون من الحلقة الداخلية لنظام شي، ما يؤدي إلى تساؤلات جدية حول استقرار النظام، ويؤكد غموض النظام السياسي في الصين، الذي يهيمن عليه خوف يمنع الخطاب المفتوح".
وواجهت سيطرة شي جين بينغ الصارمة على المعارضة - والتي تهدف إلى تعزيز سلطة الحزب الشيوعي - تحديات وسط الصراعات الاقتصادية، فقد كانت معدلات البطالة المرتفعة، والديون المتصاعدة، والعلاقات المتوترة مع الغرب، سبباً في تغذية حالة السخط التي ظهرت على السطح في بعض الأحيان رغم المحاولات التي يبذلها النظام لقمعها".
ورأى التقرير أن هذه الأحداث، إلى جانب الأحداث الدولية الأخيرة مثل الاتهامات الموجهة لسفينة حاويات صينية بتخريب خط أنابيب الغاز في بحر البلطيق، أثارت الشكوك حول قيادة شي وقراراته الاستراتيجية.
ورغم التوجه الأخير لشي جين بينغ نحو موقفٍ متصالح في العلاقات الدولية، إلا أن طموحه الثابت للهيمنة الصينية على العالم يبقى دون تغيير، خاصة وسط ردود الفعل العنيفة المتزايدة من مختلف الجهات العالمية تجاه سياسات الصين التي توصف بأنها عدوانية.
وقالت الصحيفة إن ذلك يدفع إلى "الاهتمام بكيفية استجابة شي جين بينغ للانتخابات المقبلة في تايوان، إذ إن تهديداته باللجوء إلى القوة لاستعادة تايوان يظهر بشكل كبير، ويأتي في ظل ميل الجزيرة نحو الاستقلال، وفق استطلاعات الرأي الحالية".
وفقا للتقرير، يبقى السؤال ما إذا كان شي جين بينغ، الذي يواجه تحديات داخلية ويسعى إلى لحظة انتصار لتثبيت استقرار نظامه، يخاطر بالسيطرة بالقوة على تايوان، وبالتالي إحداث المزيد من زعزعة استقرار المنطقة.
ومع تصاعد التوترات وتزايد وضوح الانقسامات الداخلية، يراقب العالم من كثب فك شفرة الخطوة التالية التي قد يتخذها شي جين بينغ، مع إدراك العواقب العميقة التي قد تخلفها على الاستقرار الداخلي في الصين والديناميكيات الجيوسياسية العالمية.