logo
العالم

حزب ماسك.. حلقة درامية أم زلزال يغيّر المشهد السياسي الأمريكي؟

حزب ماسك.. حلقة درامية أم زلزال يغيّر المشهد السياسي الأمريكي؟
إيلون ماسكالمصدر: رويترز
07 يوليو 2025، 7:45 م

في خضم خلاف متصاعد بين إيلون ماسك والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يبدو أن العلاقة التي جمعت في وقت سابق بين أغنى رجل في العالم وأقوى رجل سياسي فيه، قد تحوّلت إلى صراع مفتوح، قد تكون له تداعيات سياسية عميقة على المشهد الأمريكي.

وأعلن ماسك عن نيته تأسيس حزب سياسي جديد يُسمى "حزب أمريكا"، كردّ مباشر على مشروع قانون ضريبي وإنفاق حكومي ضخم.

ووصف ماسك هذا المشروع بأنه "عار مقزز مليء بالمحاباة السياسية"، محذرًا من أنه في حال تمريره، سيُطلق الحزب الجديد في اليوم التالي، وهو ما حدث بالفعل.

من جهته، ردّ ترامب لم يتأخر، حيث وصف خطوة ماسك بـ"السخيفة"، متهمًا إياه بأنه "خرج عن السيطرة تمامًا".

ورأى أن "تأسيس حزب ثالث يزيد فقط من الفوضى". 

لكن، ما الذي يفسّر هذا الهجوم المبكر من ترامب والجمهوريين على ماسك؟ وهل يشعر الحزب فعلًا بالخطر من هذه المبادرة السياسية؟

أخبار ذات علاقة

ترامب وماسك

"حزب أمريكا".. ترامب يخرج عن صمته بالسخرية من ماسك (فيديو)

 قلق الجمهوريين

يشير مراقبون، لصحيفة "فاينانشال إكسبريس" إلى أن الحزب الجمهوري قد يكون قلقًا من تأثير ماسك على قاعدته الانتخابية، خصوصًا بين فئات الشباب ورجال الأعمال والمحافظين الاقتصاديين الذين تعبوا مما يُعتبر "تبذيرًا" ماليًا في سياسات ترامب، ويرون في ماسك بديلًا أكثر انسجامًا مع رؤى "التقشف المالي" و"الابتكار".

ويمتلك ماسك، إضافة إلى ثروته الهائلة التي تجاوزت 240 مليار دولار، نفوذًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي ومتابعين بالملايين، وقدرة على تشكيل خطاب سياسي شعبوي، ولكن مختلف عن الشعبوية الترامبية. 

ومن خلال تهديده بتمويل مرشحين لمنافسة الجمهوريين في مقاعدهم خلال انتخابات التجديد النصفي عام 2026، يرسل ماسك إشارة واضحة بأنه لن يكون مجرد هامش سياسي.

وأظهر استطلاع سابق أجرته مؤسسة "غالوب"، أن 58% من الأمريكيين يرون أن البلاد بحاجة إلى حزب سياسي ثالث.

وفي هذا السياق، يستثمر ماسك جماهيريته الواسعة ونفوذه الإعلامي للترويج لـ"حزب أمريكا"، الذي يقول إنه سيعبّر عن "نحو 80% من المواطنين المعتدلين"، أي أولئك الذين يشعرون بأنهم مُهمَّشون بين اليسار التقدمي واليمين الشعبوي.

عقبات هيكلية  

ورغم تزايد استياء الناخبين الأمريكيين من كلا الحزبين الرئيسيين (الديمقراطي والجمهوري)، إلا أن حركات الأحزاب الثالثة فشلت إلى حد كبير في اكتساب زخم بالولايات المتحدة. 

وتبقى فرص نجاح "حزب أمريكا" محدودة من الناحية الهيكلية، حيث يواجه أي حزب ثالث هناك تحديات كبيرة، أبرزها نظام "الفائز يحصل على كل شيء" الذي يجعل من الصعب على أي مرشح خارج الحزبين الرئيسيين أن يفوز بمقعد نيابي أو رئاسي.

وحتى الأحزاب القديمة، مثل الحزبين الليبرتاري والخضر، لم تحقق سوى نتائج رمزية رغم عقود من المحاولات.

أخبار ذات علاقة

ماسك وترامب

التلغراف: طموحات ماسك تهدد بتفجير الحزب الجمهوري الأمريكي

 تأثير محتمل  

ومع ذلك، لا يمكن الاستهانة بتأثير ماسك، فحتى لو لم ينجح حزبه في اختراق النظام فعليًا، فإنه قد يُحدث ما يُعرف بـ"تأثير المفسد"، من خلال سحب أصوات من الجمهوريين في سباقات متقاربة، مما قد يُرجّح كفة الديمقراطيين أو يدفع الجمهوريين لإعادة النظر في بعض سياساتهم.

ولعل الهجوم المبكر من ترامب على مشروع "حزب أمريكا" يكشف عن قلق حقيقي، وليس فقط استعراضًا سياسيًا، فماسك لا يسعى فقط للانتقام الشخصي من ترامب، بل يحاول فرض رؤيته على الحزب الجمهوري من الخارج، باستخدام المال والتأثير الرقمي. 

لكن نجاح هذه المحاولة، كما يشير المراقبون، سيعتمد في النهاية على قدرته على تجاوز التحديات المؤسسية العريقة للنظام الأمريكي، وبناء حركة شعبية قادرة على الصمود.

إيلون ماسك، الذي أقسم يومًا أنه سيترك السياسة ليتفرغ لتيسلا والفضاء، عاد متحفزًا إلى الساحة، لا ليغيّر العالم، بل ليغيظ ترامب، وفق ما ذكرت صحيفة "الإندبندنت".

أمّا الرئيس، فبين نوبات الغضب والتصريحات المتكررة عن "جنون" صديقه السابق، فيبدو عاجزًا عن تجاوز الانفصال. 

وسيكون إطلاق ماسك "حزب أمريكا" أحد أبرز مبادرات الأحزاب الثالثة في تاريخ الولايات المتحدة الحديث، إذ يتمتع بمزايا فريدة (منصته الضخمة، وموارده المالية، والقاعدة الجماهيرية الواسعة على الإنترنت)، لكن هل أن هذه المزايا كافية لتحدي نظام الحزبين الراسخ؟ الأمر لا يزال غير مؤكد. 

ويبقى السؤال المفتوح: هل يكون "حزب أمريكا" مجرّد حلقة جديدة من دراما ماسك – ترامب، أم بداية زلزال سياسي يعيد تشكيل المشهد الأمريكي؟

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC