قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن هناك سوء تفاهمات قائمة بين إيران وأذربيجان، مؤكدًا ضرورة أن تُحل من خلال الحوار.
وأضاف عراقجي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأذربيجاني في باكو، أن زيارته جاءت "في توقيت مناسب لمراجعة ملفات العلاقات الثنائية وتوسيع المشاورات"، موضحًا أن مباحثاته مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف كانت "صريحة وبنّاءة".
وأكد اتفاق الجانبين على تكثيف اللقاءات والاتصالات بهدف "إيصال العلاقات إلى مستوى خالٍ من المشكلات، والتركيز فقط على تطوير مصالح الشعبين".
وقال عراقجي إن طهران تنتظر استضافة الرئيس علييف في زيارة إلى إيران قريبًا، مؤكدًا تطلّع بلاده إلى زيادة خطوط الاتصال وحركة المواطنين بين الجانبين بما يعزز التجارة والتعاون.
وتطرق عراقجي إلى التطورات في غرب آسيا والتجاوزات الإسرائيلية ضد إيران ودول المنطقة، مؤكدًا أن طهران أوضحت لباكو رؤيتها حول هذه التطورات وكيفية "فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها".
وشدد على أهمية "منصة 3+3" الإقليمية في القوقاز، مؤكدًا رفض بلاده لأي "تدخل خارجي" في شؤون المنطقة، وداعيًا إلى عقد لقاءات ثلاثية جديدة لتعزيز الاستقرار.
وختم عراقجي بالقول: "نحن في إيران مصممون على تطوير العلاقات مع أذربيجان في كل المجالات، وسعيد بأنني رأيت اليوم الإرادة ذاتها لدى الجانب الأذربيجاني.. يجب ألّا نسمح لأي طرف خارجي بتخريب هذه العلاقات".
من جانبه، قال وزير الخارجية الأذربيجاني، جيحون بايراموف، إن بلاده تولي أهمية كبيرة للعلاقات مع إيران على أساس "الصداقة وحسن الجوار"، مشيرًا إلى أن عام 2025 كان "مهمًّا في مسار العلاقات الثنائية، حيث شهد زيارتين للرئيس الإيراني إلى باكو، والعديد من التفاهمات المشتركة".
وأوضح بايراموف أن مبادلات البلدين التجارية ارتفعت من 650 مليون دولار عام 2024 إلى 720 مليون دولار حاليًّا، مؤكدًا وجود تفاهمات لزيادة هذا الرقم وتطوير التعاون في مجالات الطاقة والاقتصاد والنقل الجوي والبري، بما في ذلك مشاريع الجسور والطرق المشتركة على نهر أرس، ومسار آقبند – كلاله المتوقع افتتاحه مطلع العام المقبل.
وأشار الوزير الأذربيجاني إلى استمرار المشاورات السياسية بين البلدين، بما في ذلك اللقاءات في المنظمات الدولية، إضافة إلى بحث مستجدات المنطقة، والعلاقات بين باكو ويريفان ومسار السلام بعد استعادة الأراضي، حيث "تمت إعادة بناء 67 مسجدًا، وعودة عشرات الأسر إلى المناطق المحررة".
وفي الملف الإقليمي، قال بايراموف، إن إيران وأذربيجان "تدعمان الاستقرار والسلام"، ومستعدتان لتقديم كل ما يلزم لتعزيز الأمن الإقليمي.
وتعد هذه أول زيارة رسمية يقوم بها عراقجي إلى أذربيجان بعد تسلمه حقيبة الخارجية، بعدما رشحه لهذا المنصب الرئيس مسعود بزشكيان في أغسطس/آب عام 2024.
ودخلت العلاقات الإيرانية – الأذربيجانية خلال السنوات الماضية مرحلة من التوتر المكتوم، ربطتها مصادر أمنية بتقارير عن نشاط إسرائيلي متزايد في أذربيجان.
يُذكر أن الهجوم المسلح الذي استهدف سفارة أذربيجان في طهران مطلع عام 2023 أسفر عن مقتل أحد أفراد الأمن بالسفارة، وتسبب في توتر كبير في العلاقات بين باكو وطهران، رغم محاولات التهدئة التي جرت في الأشهر اللاحقة.
وحافظت أذربيجان على قنصليتها في مدينة تبريز شمال غرب إيران، لكنها أغلقت سفارتها في طهران.
وأعلنت السلطات القضائية الإيرانية في 22 يناير/كانون الثاني الماضي، موافقة المحكمة العليا على إعدام إيراني بعد إدانته بمهاجمة السفارة الأذربيجانية.