أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى أن مسار كوريا الجنوبية الاقتصادي بعد الحرب الكورية، يُمكن أن يشكل نموذجًا يُحتذى به لأوكرانيا، في حال حصلت كييف على دعم الولايات المتحدة، محذرًا في الوقت نفسه من أن هذا الأمر مشروط بتلك المساندة.
وفي مقابلةٍ مع صحيفة "لوبوان" الفرنسية، أوضح زيلينسكي أن "مسار كوريا الجنوبية الاقتصادي يظهر أن القيم انتصرت" ويمكن أن يكون "مثالًا جيدًا" لأوكرانيا، مضيفًا: "التنمية في كوريا الجنوبية لا تقارن بما يحدث في كوريا الشمالية، إذ نشهد تراجعًا حقيقيًا على الصعيدين الاقتصادي والحضاري".
وأشار زيلينسكي إلى أن الولايات المتحدة لعبت دورًا محوريًا في دعم سيؤول بعد الحرب الكورية، مؤكدًا أن أوكرانيا تحتاج إلى دعمٍ مشابه لتحقيق نهضة اقتصادية وأمنية: "كوريا الجنوبية لديها حليفٌ قوي؛ إذ لن تسمح الولايات المتحدة الأمريكية للشمال بالسيطرة".
وتشمل المقارنة أيضًا الجوانب الدفاعية؛ إذ أشار زيلينسكي إلى أن كوريا الجنوبية تمتلك "أنظمة دفاع جوي قوية تضمن أمنها"، وأن أوكرانيا تسعى للحصول على "ضمانات أمنية صلبة، مثل أنظمة باتريوت، التي تمتلكها كوريا الجنوبية".
وأوضح الرئيس الأوكراني أن حجم التهديدات الروسية يفوق بكثير تهديدات كوريا الشمالية: "سكان كوريا الشمالية يزيد عددهم قليلاً عن 20 مليون نسمة، بينما روسيا يزيد عدد سكانها عن 140 مليونًا"، مضيفًا: "التهديدات الروسية أكبر بخمس أو ست أو حتى عشر مرات"، وأكد أن "نسخ نموذج كوريا الجنوبية نفسه، ربَّما لن يكون مناسبًا لأوكرانيا من حيث الأمن، لكنه مناسب من الناحية الاقتصادية".
وعلى الصعيد الاقتصادي، أشار زيلينسكي إلى أن الولايات المتحدة وأوكرانيا وقعتا اتفاقًا في مايو لتأسيس صندوق استثماري لإعادة إعمار أوكرانيا بعد الدمار الذي خلفه الغزو الروسي، مضيفًا أن الاتفاق سيتضمن تطوير واستثمار الولايات المتحدة في الموارد الطبيعية الأوكرانية، والتي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رغبته في الاستفادة منها.
وأكد زيلينسكي أن النموذج الكوري الجنوبي يوضح كيف يمكن للدعم الخارجي والتخطيط الاستراتيجي أن يحقق تحولات كبيرة، لكنه شدد على أن الخصائص الأمنية لأوكرانيا تجعل من الضروري تكييف النموذج بحسب واقع التهديد الروسي.