logo
العالم

السجناء مقابل العقوبات.. تفاصيل الصفقة السرية بين ترامب ولوكاشينكو

الرئيس لوكاشينكو ومبعوث ترامب جون بي كويل.المصدر: وول ستريت جورنال

اعتمدت واشنطن على قنوات شخصية غير رسمية، لإبرام صفقات خارج القاعات الرسمية، مع رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، الحليف الأقرب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ ما أُطلق عليها البعض "دبلوماسية الفودكا"، في واحدة من أغرب العمليات الدبلوماسية منذ عودة ترامب إلى السلطة.

أخبار ذات علاقة

الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو

بيلاروسيا "على وشك" إبرام صفقة مع أمريكا ولوكاشينكو يتوقع لقاء ترامب

وبحسب "وول ستريت"، فإن المبعوث الأمريكي جون بي. كويل، جلس مع لوكاشينكو في عشاء طويل مليء بـ"الفودكا"، حيث تناولا العقوبات، وصيانة الطائرات الرئاسية، وحتى الحديث عن دواء "زيباوند" لفقدان الوزن.

وبحسب الصحيفة فإن كويل لم يكن دبلوماسيًا تقليديًا، بل هو محامٍ مخضرم شارك في قضايا ترامب ضد منصات التواصل الاجتماعي، وتم تعيينه كمبعوث خاص للتعامل مع بيلاروسيا وأوكرانيا، وسمحت له علاقته الشخصية بلوكاشينكو من تقديم المقترحات المباشرة والتفاوض على صفقات إنسانية وسياسية بسرعة، بعيدًا عن الإجراءات الدبلوماسية التقليدية.

وبحسب مصادر فإن المبعوث الأمريكي عرض خلال اللقاء، على لوكاشينكو تخفيف العقوبات عن شركاته الأكثر ربحية، مقابل الإفراج عن مئات السجناء السياسيين، بينهم معارضون ونشطاء حقوقيون.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

زيلينسكي: بيلاروسيا أفرجت عن 5 أوكرانيين بعد وساطة أمريكية

وفي المقابل، كان لوكاشينكو مستعدًا لمبادلة المورد الوحيد الذي يملكه بوفرة: السجناء السياسيون، وإذا نجح كويل، فقد يكون ذلك بمثابة اختبار أولي للهدف الرئيسي لإدارة ترامب، وهو إخراج بوتين واقتصاد روسيا الذي يبلغ تريليوني دولار من عزلتهما.

وكشف المحللون أن الصفقة لم تقتصر على المكاسب الإنسانية فحسب؛ فقد أفرج لوكاشينكو عن 123 سجينا، بينهم الحائز على جائزة نوبل أليس بيلياتسكي والمعارضة ماريا كالييسن، بينما خففت واشنطن العقوبات عن 3 شركات بيلاروسية لإنتاج "البوتاس"، وهو أحد مصادر النقد الأجنبي، ويمثل نحو 4% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، وأمدت شركة "بيلافيا" بقطع غيار للطائرات، إلى جانب إصلاح الطائرة الرئاسية.

ويرى مراقبون أن اعتماد هذه القناة غير الرسمية يعكس نموذجًا دبلوماسيًا مثيرًا للجدل، قائمًا على الصفقات والمكاسب العملية بدل القيم والمبادئ التقليدية، حيث العلاقات الشخصية والقدرة على التسليم أصبحت أداة أساسية في إدارة السياسة الخارجية.

ورغم الفوائد الواضحة على مستوى الإفراج عن السجناء، أثار هذا النهج مخاوف بين حلفاء أوروبا والمعارضين البيلاروسيين، الذين رأوا أن الإفراجات تأتي بثمن سياسي، وتكريسًا لنموذج يربط الحريات الأساسية بالمكاسب الاقتصادية والسياسية للديكتاتور.

من جانبها ترى إدارة ترامب في بيلاروسيا نموذجًا للمكافآت التي قد تُمنح أيضًا لبوتين، حليف ترامب وصديقه منذ ربع قرن، في حال ساعدت روسيا واشنطن على التوصل إلى نهاية سلمية للحرب في أوكرانيا.

وبينما لم تكن الصفقات المتكررة، والعشاء الطويل، والحديث عن "الفودكا" والأدوية، مجرد مشاهد شخصية، بل إنها كانت جزءًا من قناة دبلوماسية خلفية معقدة ساعدت في الإفراج عن مئات السجناء منذ تولي ترامب السلطة، وأظهرت كيف يمكن لواشنطن توظيف القنوات غير الرسمية لتحقيق أهداف إنسانية وسياسية في آن واحد.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC