logo
العالم

الانقلابات المتكررة.. لماذا تفشل الديمقراطيات الأفريقية في تثبيت الاستقرار؟

جنود على متن مركبة عسكرية في بنين بعد إحباط محاولة الانقلابالمصدر: رويترز

يثير تكرار الانقلابات العسكرية في أفريقيا تساؤلات حول دلالات ذلك، وما إذا كان نموذج الديمقراطية قد فشل في إرساء الاستقرار الذي تنشده دول القارة السمراء، التي تعاني من فوضى أمنية مزمنة.

ويوم الأحد، شهدت بنين، الواقعة في غرب أفريقيا، محاولة انقلاب أحبطتها السلطات، وهو ثاني انقلاب في المنطقة في غضون أيام قليلة، حيث شهدت غينيا بيساو أيضًا انقلابًا أثار جدلًا كبيرًا.

وشهدت أفريقيا، خلال الخمسة أعوام الماضية، 11 انقلابًا عسكريًا في خطوات تعكس سعي الجيوش المتزايد للاستيلاء على السلطة، وطرح نفسها بديلًا عن الأنظمة الديمقراطية.

أخبار ذات علاقة

عناصر من جيش بنين

"حزام الانقلابات" يتمدد.. "تأثير الدومينو" يضرب بنين ويهز دول غرب أفريقيا

احتقان وغضب

وشهدت دول مثل مالي، والغابون، وغينيا بيساو، والنيجر، وبوركينا فاسو، ومدغشقر، انقلابات عسكرية أدت إلى تفويض الحكم لقادة من الجيش، الذين تعهدوا باستعادة الأمن والاستقرار.

وفي هذا السياق، قال الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية، عمرو ديالو، إن "الجيوش في القارة تحاول استغلال الغضب والاحتقان الشعبي المتزايد تجاه الحكومات المدنية التي عجزت عن وضع حد للفوضى الأمنية التي تعرفها دول أفريقية مثل النيجر ومالي وبوركينا فاسو".

وأضاف ديالو، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "الكثير من الجيوش نجحت في استمالة الشعوب من خلال الترويج إلى هيمنة خارجية على دولهم، مثل مالي والنيجر، لذلك أفرزت الانقلابات خطابات سيادية تسعى إلى القطع مع الغرب والاستعانة بروسيا، وهو أمر أدى إلى زيادة في شعبية موسكو بشكل كبير في غرب أفريقيا".

وتابع: "في اعتقادي عدوى الانقلابات العسكرية لن تتوقف عند هذا الحد، بل ستشمل دولًا أخرى، لأن الجيوش أصبحت لديها جرأة، والكثير من مجموعات داخلها تفكر في تولي السلطة كما حدث في بنين".

ولفت ديالو إلى أن "هذا الأمر يضع القوى الإقليمية والدولية المؤثرة، مثل الاتحاد الأفريقي وإيكواس (المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا)، أمام تحدٍ كبير لمنع توسع دائرة الانقلابات، خاصة أنه مع مرور الزمن أصبح هناك ما يشبه تأثير الدومينو لهذه الانقلابات". 

أخبار ذات علاقة

علما بنين ونيجيريا

لماذا تدخلت نيجيريا لإحباط "انقلاب بنين" وتخلت عن غينيا بيساو؟

أزمات اقتصادية وسياسية

ومع إحباط السلطات في بنين الانقلاب على الرئيس باتريس تالون، فإن الكثير من السلطات في أفريقيا تخشى أن تواجه هي الأخرى محاولات انقلابية.

ويرى المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، الحسن تراوري، أن "هناك أزمات اقتصادية وسياسية تنخر الدول الأفريقية، وهو ما يجعل الجيوش تتحرك، خاصة في ظل التململ الشعبي الناجم عن استنزاف ثروات دول بعينها دون استفادة الشعوب منها".

وبين تراوري، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أنه "لأجل ذلك ركز العقيد آسيمي غويتا في مالي على سبيل المثال على مسألة واضحة، وهي استعادة السيطرة على الثروات وتأميمها، مثل الذهب، حيث يأتي ذلك بسبب ضغط شعبي جراء استنزاف شركات أجنبية لتلك الثروات".

ولفت تراوري إلى أن "مدغشقر أيضًا شهدت انقلابًا بعد أيام من الاحتجاجات ضد الفساد، وهي احتجاجات قادتها حركة جيل زد، لذلك تبدو قضايا الفساد والتهميش محركًا رئيسًا للانقلابات في أفريقيا".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC