في قلب الاهتمام الدولي بالسلام، يرفع الرئيس راية "مهندس السلام"، مدعيا أنه "أنهى ست حروب" خلال أشهر قليلة. لكن وراء هذه التصريحات يكمن سرد محسوب لإعادة صياغة دوره العالمي كصانع سلامٍ، وتقديم نفسه كمرشح لنيل جائزة نوبل للسلام، وسط تشكيك النقاد في قراره بقصف إيران وطريقة تعامله مع أزمتَي أوكرانيا وغزة.
وفيما أوردته صحيفة "أكسيوس" أن ترامب لدى حديثه مع الصحفيين يوم الاثنين بالبيت الأبيض، كرَّر ادعاءه بإنهائه “ست حروب”، معتبرا أن حماية أوكرانيا ستكون "الحرب السابعة السهلة". ومع ذلك، لم يَسرُد أو يُفصِّل في أيّ هذه النزاعات — تاركًا الصورة مبهمةً لكنها قويةٌ في نفوس المستمعين.
شمِلت النزاعات التي ذُكرت أرمينيا وأذربيجان، جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، إيران وإسرائيل، الهند وباكستان، كمبوديا وتايلاند، مصر وإثيوبيا، وأحيانًا صربيا وكوسوفو.
لكن من بين طيات هذه الصراعات أخرى لم تُحلَّ بشكلٍ كامل، لا سيَّما الحروب في أوكرانيا وغزة، على الرغم من وعوده بإنهائها.
المثير هو أن ترامب، رغم كل هذا، يواصل استغلال هذه السردية المثيرة لبناء قصته كمنقذٍ عالمي — سواء عبر تصريحاته أو عبر التلميحات.
ترامب لا يسعى فقط إلى إنهاء النزاعات، بل إلى إعادة تشكيل صورته كمهندس سلامٍ عالمي. هذه الأنشطة الدبلوماسية — الحقيقية منها والمصطنعة — هي أدواتٌ لتصويره كزعيم لا يُقهر، يستخدم "إنهاء الحروب" كوسيلة لتلميع سمعته وحصد دعمٍ سياسي داخلي وخارجي.